الحمد لله على قضائه وقدره خيره وشره {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} لم يمر يوم الأربعاء الماضي كأي يوم لما تلقيت اتصالاً من أحد الإخوة يتأكد من خبر وفاة شيخنا الشيخ صالح القاضي أبوهشام فصدمت من كلامه فلم أكد أشعر بما أعمل فإذا باتصال آخر يؤكد الخبر الصدمة الخبر الفاجعة ولا حول ولا قوة إلا بالله. هل حقاً رحلت يا أباهشام؟ ولازالت صورة محياك الباسم أمام ناظري.هل حقاً رحلت يا أباهشام؟ ولازال صوتك في أذني كأندى صوت مربٍ سمعته. هل حقاً رحلت يا أباهشام؟ ولازالت كلماتك في آخر محاضرة ألقيتها في مدرستنا تصدح في الآذان. هل حقاً رحلت يا أباهشام؟ ولازالت توجيهاتك ونصائحك مقروءة ومسموعة. أيها القراء الأعزاء.... لم أكن أتوقع يوماً أن أكتب في رثاء الشيخ أو وداعه كنت قبل فترة أعزم الكتابة عن هذه الشخصية الفذة عن هذا الجهد الدؤوب عن هذا الرجل الكبير في سنه وحلمه وفي صبره وفي اجتهاده كنت أنوي الكتابة للمسؤولين لكي يعطوه حقه ويقدروه قدره ويأخذوا بأفكاره واقتراحاته... لقد أرسلت إلى بعض وسائل الإعلام لكي ينهلوا من سيرته التربوية.. ويعلنوا للملأ كباراً وصغاراً أنه لازال لدينا رجال تضرب بهم الأمثال ولكن لا حياة لمن تنادي والحمد لله على كل حال. لقد كان شيخنا كتاباً مفتوحاً... إذا قرأته وجدت صفات المربين وإن تمعنت فيه وجدت هم المخلصين... كانت همته عالية وأهدافه سامية وغاياته نبيلة غفر الله له وأوسع قبره وجعل قبره من رياض الجنات. لقد تشرفت بصحبته لأكثر من 6 سنوات فلمست فيه الأب الحاني والمربي الصبور لم أطرح عليه سؤالاً أو إشكالاً خاصة التربوي منها إلا وجدته حريصاً على الإفادة بكل جد وإخلاص فيتصل بك ليجيبك عن موضوع ربما أنت نسيته.. أو يرسل لك بإجابة شافية كافية..كان حريصاً على تبليغ فكرته السلوكية لمدارس المملكة...حريص على أن يبث السلوك الحميد في المدارس ويعززه... كان يتضايق إذا سمع عن سلوك سيئ يمارس في معاقل التربية والتعليم.كان رحمه الله.. جاداً في استغلال وقته... فيكتب مواعيده للأشهر ولأسابيع ولأيام.كان حليماً في دعوته وإنكاره للمنكر كما شاهدت ذلك بعيني وأنا أسير معه، كان يداعب الصغار ويلاطفهم ويربيهم لأول وهلة يراهم فيها حتى إذا حل ضيفاً عندي رحمه الله كان يداعب أطفالي ويضاحكهم ويربيهم.ومن الصفات التي تميز بها رحمه الله أنه يدير المجلس على أي حال كان فيعطي كل ذي حق حقه فيعمل المسباقات ويقول الموعظة ويأتي بالطرفة ويتحفك بالفائدة.كان يتقن عمله، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).أعرف.... أن هذا المقام ليس لسرد سيرته رحمه الله وإنما هي شجون عجزت أن أكتمها وكان همي الوحيد من كتابة هذه الكلمات هي توجيه بعض الوصايا والاقتراحات لمن يهمهم أمر شيخنا رحمه الله وأبدأ الرسالة الأولى إلى أبنائه هشام وأنس وأسامة وياسر وعبدالرحمن وعبدالحميد فأقول لكم: 1- الصبر والاحتساب... يصلي عليكم ربكم ويرحمكم ويجعلكم من المهتدين إن والدكم أبا هشام لا ينتظر منكم الدمعات ولا الأنات والزفرات إنه ينتظر منكم العمل والدعاء والصدقة عنه والدعاء له. 2- سيروا فيما يحب أبوكم ماذا كان يريد منكم وماذا يبغض منكم وسيروا على دربه في خلقه في تواضعه في همه واهتماماته. 3- أطرح بين أيديكم هذه الأفكار لنفع شيخنا وهو في قبره. 1- بناء مسجد ولو صغير في المناطق المحتاجة ولعلها تكون من المناطق التي كان يحبها الشيخ أو له معها تاريخ مثل (الخف، عنيزة، جازان، الزو في المنطقة الشرقية). 2- وقف مكتبة في أحد الجوامع الكبيرة في الرياض. 3- من الأمور التي كان يتحدث عنها الشيخ كثيراً صيانة مرافق المسجد وملحقاته مثل البرادات والسخانات وغيرها. 4- جمع ما كتب الشيخ من كتب غير التي صدرت من مقالات واقتراحات وأفكار وكذلك المواد المسموعة. الرسالة الثانية: إلى مدير عام التربية والتعليم بالرياض حفظه الله ورعاهوالذي كان مع الشيخ في حياته مع فكرته وتفعيلها وحتى وهو يوارى الثرى فقد حضر بنفسه إلى المقبرة جزاه الله خيراً وقلت له يا دكتور الله الله بفكرة الشيخ فكان يعدنا بتفعيلها. سعادة الدكتور الشيخ رحل رحمه الله وبقي أمامكم فكرته التي فيها ما يرضي الله سبحانه وتعالى ولا تخرج عن الأنظمة والتعليمات وكأن الشيخ رحل وحملكم أمانتها وأنتم أهل لحمل هذه الأمانة فمتى ترى هذه الفكرة النور... متى يتفرغ لها من يقوم بها في المدارس بإشراف ومتابعة من سعادتكم حفظكم الله ورعاكم وقد تقول يا دكتور إن إيجاد شخص بمواصفات الشيخ أمر عزيز وأنا أؤيدك في هذا ولكن لا تخلو إدارتنا الموقرة التي تقف أنت على رأس الهرم فيها من وجود من يحمل هم الشيخ أو شيئاً من طريقته وأسلوبه فابدأ والله سيعينك ويسددك. الرسالة الثالثة: إلى من أحب الشيخ.. أيها الأحبة إن من حقوق الأخ على أخيه بعد وفاته أن يترحم عليه ويدعو له. أيها الأحبة ها هو أبو هشام يرحل عنا ويفارقنا أنسه ها نحن نفقد روعة مجلسه وجميل حديثه فلنترحم عليه ولندعوا له فهو أيسر ما نقدمه جزاء فضله ولكم أقتصر حديثي في نقاط: - النهوض بفكرة الشيخ السلوكية ودعمها بما استطعنا. - إكمال ما لم يستطع إكماله من برامج أو مشاريع وخاصة التي في بعض القرى. - من لديه أي مادة مكتوبة أو مسموعة فليتواصل معنا لكي نتعاون في طباعتها وإخراجها بعد مشاورة أبنائه الكرام. - الدعاء للشيخ والترحم عليه والصدقة عنه. وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا هشام لمحزونون.
|