لايضاح المقصود بالحياة الفطرية، حيث إن الكثيرين منا يجهل ما المقصود بالحياة الفطرية، نقول: إن المقصود بالحياة الفطرية هو كل ما يعيش على ارض الوطن العزيز (المملكة العربية السعودية) من نباتات وحيوانات وطيور.. وهذه وبلا أدنى شك تعتبر ثروة طبيعية وطنية لا تقدر بثمن، مثلها مثل الثروات الوطنية الأخرى كالمعادن والثروة الزراعية والبترول ونحو ذلك.
لقد شهد القرن الميلادي الحالي تدهوراً ملموساً لمواطن الحياة الفطرية الطبيعية، ليس فقط في المملكة العربية السعودية، بل في غالبية بلدان العالم. والمملكة العربية السعودية تعتبر موطنا للعديد من الاحياء الفطرية الحيوانية كالمها العربي وغزال الريم والوعول..
والنباتية كالسمر والطلح والسلم والسدر.. وهذه الكائنات الحية التي تمتاز بها شبه الجزيرة العربية ما هي في الواقع إلا رموز للعصور السابقة، ومن الواجب ان تستمر حتى نحافظ على هويتنا.
-*-*-*-*-
دواعي الحماية:
-*-*-*-*-
نتيجة لتغير المناخ، وللممارسات البشرية الخاطئة مثل الرعي الجائر، والصيد غير المنظم والاسراف في الاحتطاب، ولانعدام الحماية لمناطق الصيد والرعي.. الخ، وكذلك وفي بعض الاحيان نتيجة للتطور التنموي السريع جدا تدهورت البيئة الطبيعية واختفت أنواع عديدة من النباتات والحيوانات.. وعلى الرغم من ذلك إلا ان المملكة العربية السعودية لا تزال والحمد لله تضم مجموعة مميزة من الحياة الفطرية التراثية في البراري كالمها العربي (الوضيحي) والغزلان والوعول والذئاب والثعالب، وأنواع عديدة من الطيور كالحبارى والنعام أحمر الرقبة والقماري والحجل والصقور والنسور والحدأة..
ومن الزواحف هناك الضب الحرباء والورل وأنواع متعددة من الثعابين التي تكمن أهميتها بأنها مصدر من مصادر الأمصال المستخدمة طبياً في الوقاية من لدغ الثعابين، كذلك هناك الوبر والجرابيع والسلاحف البرية والبحرية.. كذلك فأرض المملكة العربية السعودية تزخر بالعديد والعديد من أنواع النباتات والأشجار المعروفة كالسمر والطلح والسلم والغضى والعرعر.. الخ، كذلك فبحار المملكة العربية السعودية بيئة مناسبة لمختلف أنواع الأحياء البحرية بأنواعها.. كل هذا يضفي أزهى وأبهى أطياف الحياة على بيئتنا الطبيعية.
كذلك فالمملكة العربية السعودية تعتبر منطقة عبور ومحطة استراحة بالنسبة للطيور المهاجرة من أوروبا وغيرها من مختلف أنحاء العالم.. فنحن بلا شك مستفيدون من هذه الهجرة للمتعة في أوقات العطل وفي أوقات الاستجمام بالنظر الى هذه الطيور والى الكائنات الحية عموماً في شواطئنا وفي برارينا.. وهي كذلك تحث على التدبر في خلق الله سبحانه وتعالى.. فنحن إذا قمنا بهذه الحماية فإننا نساهم مع الأمم الأخرى المتحضرة؛ لأننا مرتبطون بدول أخرى وفق نظام حماية عالمي عن طريق نظام عالمي موحد.
وتعقد مؤتمرات وندوات بهذا الخصوص، وهناك هيئات عالمية كالأمم المتحدة وغيرها.. ولهذه الاسباب وغيرها بادرت حكومة المملكة العربية السعودية بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم م - 22 وتاريخ 12-9-1406هـ الموافق 10-11-1986م كهيئة مستقلة تُعنى بتصحيح السلبيات التي تعرضت لها المَواطن الطبيعية.. وهذا من أهم الواجبات من اجل الوطن لكي تبقى وتستمر هذه الثروات الوطنية الغالية للأجيال القادمة إن شاء الله.
ختاماً لو أردنا المقارنة بين منطقة محمية بما فيها من أشجار ونباتات خضراء وحيوانات تسر النفس بالنظر اليها ومنطقة أخرى غير محمية ستجدها أرضاً جرداء لا حياة فيها ولا حركة، والنظر اليها يؤدي الى شعور بالاكتئاب.. وشتان بين هذا وذاك.. ولله في خلقه شؤون.
-*-*-*-*-
خاتمة:
-*-*-*-*-
في المملكة العربية السعودية ديننا هو الإسلام، ومبادئه تتسم بالمحافظة على البيئة الطبيعية في الحل والترحال، وكذلك تحث على صون الموارد الطبيعية والأخذ منها على قدر الحاجة الماسة بالاعتدال والوعي والتعقل وبالحكمة حتى لا تنضب؛ فالاسلام يأخذ في اعتباره الحاجات الضرورية للمجتمع المسلم ويوجه مَنْ ينتمي اليه الى الاستخدام بالطريقة الصحيحة والاستفادة مما يجود به الله تعالى بالأرض وما أفاض وأنعم به الرب جل وعلا على عباده من خيرات، وفي الوقت نفسه فهو يحث على المحافظة على سلامة كافة انواع المخلوقات من نبات وحيوان حتى لا تنقرض ونكون نحن الخاسرين..
قال سبحانه وتعالى في سورة الاعراف آية 31 {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال ژ في سنن ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ژ (المسلمون شركاء في ثلاثة: في الماء والكلأ والنار وثمنه حرام).. والأحاديث والآيات التي تحث على الاقتصاد وعدم الإفساد في الأرض كثيرة.
-*-*-*-*-
المراجع:
-*-*-*-*-
مطبوعات الهيئة الوطنية لأبحاث الحياة الفطرية- كتاب المحميات في المملكة العربية السعودية للأستاذ الدكتور عبدالله بن ناصر الوليعي مستشار الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها
| 
"الرأي"