Saturday 25th June,200511958العددالسبت 18 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

أوصى المسلمين بتقوى الله.. الشيخ السديس في خطبة الجمعة:أوصى المسلمين بتقوى الله.. الشيخ السديس في خطبة الجمعة:
نفوذ الشباب لساحات المسؤوليات في الإجازات وجه من وجوه الإسلام

* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بالحرم المكي الشريف: إن عروج الأمم في مدارات الحضارة والارتقاء قرين اهتمامها بجوهر مكنون من جواهر الإسعاد والقيادة ألا وهو اغتنام الأوقات بالصالحات والخيرات والطاعات لأن الأعمار مكنز الأعمال، فكل دقيقة تمضي سدى إنما هي فرصة فائتة لا تسترد ورسالتنا في الحياة أسمى من أن يجازف بسويعاتها وثوانيها وأيامها ولياليها.
وأبان فضيلته أن ليل العام الدراسي أرخى سدوله وتزينت العطلة الصيفية بحللها لتهنئ المتفوقين من أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات الذين يتهيؤون بإذن الله لمواصلة مسيرة التحصيل والجد والعلا مشيراً إلى أن المسلم الواعي يخوض غمار الحياة عموماً والإجازة الصيفية خصوصاً وسلاحه استقامته وصلاحه ساعده ساعده وسناده زناده وكنانته جده وسعيه وأمانته وما الأعمار إلا أمانة في أطواقنا.
وسأل فضيلته التربويين والمهتمين بقضايا الجيل هل يصح في الأذهان أن يبقى أبناؤنا الطلاب والشباب مدة الإجازة الصيفية دون عمل أو نشاط أو سعي أو أمل، وقد علم وتقرر أن الحياة سهلة رخية لا تفرز غالباً إلا الترهل الجسدي والفكري لدى معايشها ولا يترقى الإنسان في سلم الأمجاد إلا في خوضه في الصعوبات والشدائد إذ هي مفتاح القوة والفتوة موضحاً أنه إذا كان ذلك كذلك فإنه يجب دعوة الشباب والأبناء إلى تحمل التبعات وحب المسؤوليات دون انهزامية أو اتكالية.
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أن نفوذ الشباب إلى ساحات المسؤوليات وتحقيق الذات والطموحات زمن الإجازات وجه من وجوه الإسلام المشرقة الذي اكتنز الجدية والنشاط الفياض والسعي الدؤوب الدفاق مشاركة في إعجاز الأمة وصد التيارات الفاسدة والمبادئ الهدامة دونها مما قد يتسلل إليها ومن المتقرر أن الجد في الجد والحرمان في الكسل ومن اللمحات في اسثتمار الإجازات ما يعقد من آمال عراض على العلماء والدعاة ورجال الحسبة ورواد الفكر وحملة الأقلام ورجال الإعلام في توجيه البنين والبنات إلى تنمية عقولهم وتقويم سيرهم وتهذيب أرواحهم في رشاد عبر الوسائل الإعلامية والدعوية والمراكز الصيفية والدروس العلمية واللقاءات التربوية ويخص بالذكر أشرف الذكر القرآن الكريم وسقي الناشئة والشباب من نوره حفظاً وتلاوة واهتداء ومدارسة وتدبراً واقتداء خصوصاً والأمة تتعرض لهجمات على عرضها وأرضها ومقدساتها ومقدراتها وتبصير الشباب بمنهج الإسلام الوسطي المعتدل وبذل النصح والتوجيه المستمر لهم لرسم أهدافهم وتحديد أولوياتهم واحتواء ردود أفعالهم بالحكمة والحوار والحسنى واستثمار أوقاتهم بطرق مثلى مع التأكيد على بذل الحوافز والمشجعات في مختلف المجالات والمسابقات.
وقال فضيلته: حين نعرج إلى الحديث عن مضارب الأعمال والمهارات التي يحسن أن يتقنها الشباب ويتولاها الجيل إعداداً للمستقبل ونهوضاً بالحس المهني لديهم فإن القول يدار على أن مقومات الأمة وأسس نهضتها ما هي إلا بانصراف وجهائها ورجال أعمالها ورؤوس أموالها إلى توفية المصالح العامة حقها وإيثارها على المصالح الخاصة وسد كل سنة من الحاجات التنموية لحاقاً بركاب الحضارة والمدنية وفي طليعة ذلك يغير المغيرون في توفير فرص من فرص العمل الشريف لشبابنا الواعد ولتعد رجالاً صالحين تقر بهم الأعين وتسعد بهم الأوطان ويخلد مفاخرهم وأمجادهم الزمان.
وأفاد فضيلته أن المسؤولية عظيمة في إعداد الجيل الوسطي المعتدل بعدما مرت على شبابنا منعطفات فكرية خطيرة جعلتهم يعيشون حيارى بين مطرقة الغلو وسندان التغريب والتفريط موصياً الشاب بأن يكون راسخاً في انتمائه مشاركاً إيجاباً في حياته حاملاً قضايا أمته متفاعلاً في بناء مجتمعه مفتاحاً لكل خير مغلاقاً لكل شر موازياً بين متطلبات روحه وجسده ومتحلياً بكل فضيلة ومتخلياً عن كل رذيلة ليكون بإذن الله خير خلف لخير سلف.
وقال فضيلته: إن على شباب الأمة الاستفادة من الإجازة الصيفية فيما ينفعهم حيث يجدون حلقات الذكر والتحفيظ في المسجد الحرام والمخيمات الدعوية والمهرجانات التوعوية التي تلبي احتياجاتهم الفكرية والنفسية والروحية وتنمي قدراتهم وتصقل مواهبهم المتنوعة والبعد عن السهر وقضاء الأوقات في غير منفعة وهدر للطاقات سائلاً الله العلي القدير أن يهدي شبابنا لما فيه الخير لدينهم ودنياهم ومجتمعهم وأمتهم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved