Saturday 25th June,200511958العددالسبت 18 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

نهارات أخرىنهارات أخرى
ثنائية النفط والوهابية عند عكاشة
فاطمة العتيبي

لا يمكن لأسامة أنور عكاشة أن يتحدث عن مشكلات مصر الداخلية أو عن مشاكل الأمة العربية إلا ويقحم هذه الثنائية التي تشكل (عقدة) عظمى لديه.. والنفط والوهابية تحولا من ميزتين تجمعان المادي والروحي اللتين تأسست على إثرهما حضارة لا يمكن إغفالها هي (المملكة العربية السعودية) التي تشق طريقها بهدوء نحو التحديث والإصلاح.. حولهما بعض الكارهين وعلى رأسهم عكاشة إلى وصمتين يلاحقنا بهما هؤلاء في كل حوار وكل نقاش، ويقحموننا إقحاماً بشتى أحاديثهم.
وعكاشة نمت عنده عقدة من كفيله السعودي الذي إن كان قد بخس حق عكاشة فهو لا يمثل إلا فرداً ولا يحق لعكاشة أو غيره أن يظلوا يلاحقون أمة بأكملها بذنب ثلة منهم.
والغريب في الأمر أن دراسة أمريكية ناقشت بعقلانية قضية براءة الوهابية من الإرهاب والتكفير، بينما يصر عكاشة وغيره من أتباع هذه الفكرة سواء في الخارج أو الداخل على إلباسها هذه التهمة.
عدا الحقد الدفين على النفط، وأخذنا بجريرته وكأنه محرم علينا أن نستمتع بما منحنا إياه الله بأرض بلادنا..
** هاجم عكاشة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - مما أثار حفيظة الكثير من أبناء مصر الذين يرون في شيخهم الجليل رمزاً، وحُقّ لهم ذلك.. فمَنْ منا لم يستمع إلى دروس الشعراوي، وكيف كان أسلوبه المتسامح والحسن والمحب والرفيق بالناس.. بينما يراه عكاشة أول مَنْ سرّب الفكر الوهابي إلى مصر حيث جاء إليها من (معقل الوهابيين) - يقصد السعودية - مرتدياً الثوب والكوفية البيضاء ليبدأ على يديه عهد جديد من المنع والحرام على حد قول عكاشة..
** وليس لدي تفسير لهجوم عكاشة على السعودية في كل ما يكتب، على الرغم من إعجابي الشديد بأعماله لولا هذه العقدة التي لم يُشفَ منها حتى الآن.. وهي تجربته المريرة مع كفيله أو نظام الكفالة، حيث عمل في شبابه في السعودية.
أما كراهيته للشعراوي فما من شك لدي في أن سببها يعود إلى أن كثيراً من نجمات التمثيل في مصر اعتزلن الفن تماماً أو اعتزلن الفن الرديء وأصبح للسينما المصرية معايير مختلفة، وظهرت لدى النجمات الجديدات قِيَمٌ مختلفة أجبرت المخرجين والمؤلفين على تجاوز الكثير مما كان سائداً في السينما المصرية إبان الستينيات السبعينيات.
** أتمنى لعكاشة الشفاء من عقدته مثلما تعافى قلبه في أمريكا.. فهو مبدع وأنا لا أحب مرض المبدعين.
كما أتمنى من صديق المبدعين - وزير العمل د. غازي القصيبي - أن يلتفت كثيراً إلى نظام الكفيل وحقوق العمال، فبين هؤلاء الكثيرون ممن يجدون الظلم من الأفراد الذين يشكلون من دون أن يعلموا جبهة عدائية مستقبلية.. يعممون فيها الأحكام ويطمسون الجميل الكثير بالقبيح القليل!!.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved