روبرت زوليك أبلغ وزير خارجية السودان عزمه حضور تنصيب الحكومة الجديدة
مساع أمريكية لإنهاء التوتر شرق السودان وسط مزاعم عن قصف جوي بالمنطقة

* واشنطن الخرطوم الوكالات:
حث روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الامريكية حكومة السودان وجماعات المتمردين على وقف أعمال العنف في اقليم دارفور وأشار إلى احتمال ان يزور السودان في يوليو تموز اذا شكلت حكومة وحدة وطنية، كما أكد ان حكومته تقوم بمساع لإنهاء التوتر في شرق السودان في الوقت الذي ترددت فيه انباء عن قيام طائرات حكومية بقصف مواقع في المنطقة..
فقد زعمت جماعة متمردة ان الطائرات السودانية قصفت امس الجمعة متمردين يقاتلون القوات الحكومية وأصيب في القصف عدد من الاشخاص. وقال صلاح برقين المتحدث باسم الجبهة الشرقية لرويترز من دولة اريتريا المجاورة (اليوم انهم يقصفون بالطائرات... نجمع معلومات عن عدد الناس الذين أصيبوا).
ويقول مراقبون في المنطقة: إنه لو صحت هذه المزاعم فإنها تكون المرة الاولى التي تقصف فيها الطائرات السودانية قوات الجبهة التي تقول: انها تقاتل من اجل الحصول على نصيب عادل من السلطة والثروة في السودان.
وفيما يتصل بالمحادثات السودانية الامريكية فقد قالت الخارجية في واشنطن ان زوليك التقى مع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل لمدة 90 دقيقة وناقشا الصراع والازمة الانسانية في إقليم دارفور الواقع في غرب السودان وتنفيذ اتفاقية سلام وقعت في يناير كانون الثاني بين الشمال والجنوب وأعمال العنف في الشرق.. وقال ايريلي: إن زوليك قد يحضر تنصيب الحكومة الجديدة في التاسع من يوليو ليقوم بثالث زيارة للسودان منذ توليه منصبه في فبراير شباط (اذا ظل تشكيل الحكومة في مساره).
وقال ادم ايريلي المتحدث باسم الخارجية الامريكية: إن زوليك حث السودان على بذل كل ما في وسعه لإخماد أعمال العنف وشدد على اهمية نشر مزيد من مراقبي الاتحاد الافريقي وضمان استمرار تدفق المساعدات الانسانية.
وتناولت المناقشات بين اسماعيل وزوليك اعمال العنف مع قبائل مؤتمر البجا فى شرق السودان، وقال اريلى: ان زوليك شرح للوزير السوداني الخطوات التى يتخذها الجانب الامريكي لوقف هذا العنف ومنها مشاورات بين السفير الامريكى فى اريتريا من ناحية وحكومة أسمرة من ناحية اخرى والاتصالات مع قبائل البجا التي اختطفت جنودا سودانيين بالاضافة إلى الجهود المبذولة من قبل زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق لتهدئة الوضع هناك.. كما تطرقت المحادثات إلى نشاطات متمردي ما يسمى جيش الرب الأوغندي الذين قال: إنهم يسببون مشاكل كبيرة بالمنطقة، وقال اريلى: إن اسماعيل أبلغ زوليك أن السودان يعتبر عناصر جيش الرب من الاعداء واستعرض الخطوات التي تتخذها السودان ضدهم، وعلى صعيد المساعدات الانسانية قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ادم اريلى ان زوليك أثار قضيتين مع الوزير السوداني، الاولى هي معسكرات النازحين حول الخرطوم وضرورة حمايتهم فيما تناولت الثانية قضية اطباء بلا حدود حيث اشاد زوليك باسقاط الحكومة السودانية للتهم الموجهة إلى هذه الجمعية.. إلى ذلك نسبت وكالة رويترز إلى لاجئين من دارفور عادوا إلى قرية تعتبرها حكومة الخرطوم نموذجا لاستبباب الامن انهم يعيشون في الواقع كسجناء ويخشون من التعرض لهجمات يشنها مقاتلون من ميليشيات خارجة على القانون اذا ما جازفوا بالخروج منها.
وفر سكان من قرية ساني دليبة الواقعة في ولاية جنوب دارفور تاركين ديارهم هربا من القتال كما حرقت منازلهم في مايو ايار الماضي خلال تمرد مسلح.. وقد عاد السكان إلى منازلهم بعد ذلك بأشهر قليلة وقامت الحكومة السودانية بمنحهم تعويضات ولكنهم يقولون: إنهم يشعرون انهم محاصرون داخل قريتهم الصغيرة التي يقطنها نحو 2000 نسمة جنوبي مدينة نيالا عاصمة الولاية.
وبالرغم من ان القتال الرئيس قد توقف خلال الاشهر القليلة الماضية في دارفور فإن هجمات المليشيات الخارجة عن القانون مازالت منتشرة على نطاق واسع.
وقال صالح عيسى أبكر وهو إمام مسجد في القرية (لم نأت لديارنا لمجرد الجلوس في قريتنا وعدم القيام بأي شيء.. نريد ان نخرج ونزرع).
وأضاف قائلا (نشعر بالفزع من هذه المنطقة الواقعة خارج القرية.. يوجد راكبو الجمال ورعاة الماشية الذين يهاجموننا).