Saturday 25th June,200511958العددالسبت 18 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
إيران ترفض الغلو
جاسر عبدالعزيز الجاسر

هذه المرة تتكرر العملية في إيران، فمثل ما تكتل اليسار والوسط واليمين والمعتدلون الفرنسيون خلف جاك شيراك لمنع وصول العنصري جان لوبان لرئاسة فرنسا، وقف أغلبية الإيرانيين خلف هاشمي رفسنجاني في جبهة عريضة لرفض المرشح المنافس المتشدد أحمدي نجاد، مؤلفة من شخصيات إصلاحية ودينية واقتصادية وثقافية وفنية وتجمعات طلابية.
ونجاح رفسنجاني لا يعود لوحده فقط ولا لجماعته من المحافظين المعتدلين، بل لناخبي الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي وكل من يرفض (الغلو والتشدد) الذي يجسده المرشح الآخر أحمدي نجاد، ذلك لأن الإيرانيين وضعوا أمام خيارين فإما أن يستمروا في دعم المسيرة التي قادها محمد خاتمي ولم يحقق منها الشيء الكثير والتي وعد هاشمي رفسنجاني إكمالها من خلال وعوده بالمضي في الليبرالية الاجتماعية وباستمرار الإصلاحات والدفاع بفعالية عن حقوق الإنسان، وتخصيص الاقتصاد ومحاولة معالجة المشكلات الدولية التي تعترض عودة إيران إلى الأسرة الدولية لممارسة دور دولي يتناسب مع مكانتها. أو العودة مع أحمدي نجاد إلى (نقاوة السنوات الأولى للثورة الإسلامية) حيث يعاد الالتزام بحزم بالقواعد الخمينية وعدم السقوط في فخ الديمقراطية . . ! ! فحسب قول نجاد بأن الإيرانيين لم يقوموا بالثورة من أجل الحصول على الديمقراطية.
ولهذا فإن نجاد قد تعهد بتشكيل حكومة متشددة من حزب الله ترفض استئناف العلاقات مع واشنطن لأنه حسب رأيه أمر مفروغ منه كونها رأس الإمبريالية الغربية.
الشيء الذي تخوف منه رفسنجاني والجبهة العريضة التي وقفت خلفه لمنع وصول أحمدي نجاد المتشدد للرئاسة هو وعود وشخصية نجاد الذي استقطب خطابه الانتخابي على ضرورة جعل الثروات الوطنية في متناول كل الإيرانيين. ولهذا فقد ساندته الأوساط الشعبية الفقيرة. والانطباع السائد عنه أنه رجل بسيط يعيش من راتبه في التعليم ومسلم ملتزم مترفع عن كل طموح شخصي، بينما الصورة المنطبعة عن رفسنجاني هي صورة الرجل النافذ والغني الذي يمتلك إحدى أكبر الثروات في إيران.
وفي محاولة لمواجهة أحمدي نجاد على هذا المستوى، وعد رفسنجاني خلال الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية، بأن يدفع في حال فوزه (لكل عائلة إيرانية 100 مليون ريال (حوالي 11 ألف دولار) من أسهم مؤسسات الدولة التي سيتم تخصيصها). وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد العائلات الإيرانية يبلغ 14 مليوناً، مما يعني أن المبلغ الإجمالي سيشكل حوالي 155 مليار دولار. وقال رفسنجاني إنه سيكون على العائلات أن (تعيد تدريجياً المبلغ على فترة عشر سنوات).
وقال إن (العاطلين عن العمل سيحصلون شهرياً على ما بين 800 ألف و1.5 مليون ريال) (بين 90 و165 دولاراً). ويبلغ عدد العاطلين عن العمل حالياً في إيران أكثر من ثلاثة ملايين شخص. وأضاف (ستحصل النساء المعيلات على مبلغ 700 ألف ريال) (حوالي 80 دولاراً).
وبحسب الأرقام الرسمية، يعيش حوالي ستة ملايين إيراني تحت خط الفقر، إلا أن العدد يتجاوز 15 مليوناً بحسب المعلومات المتداولة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved