يعجبني كثيراً الفنان عبد المجيد عبد الله كنموذج حقيقي للصوت الجميل (الخلاب) في الساحة الفنية التي وصفها هو (بالخالية).. وربما كان يقصد في وصفه بأنه سبب رئيسي لخلوها إن كانت بالفعل (خالية) فقط هذا ما يعجبني في عبد المجيد، أما ما عدا ذلك فهو يعرف رأيي فيه وبصراحة ولا أعتقد أنني في يوم قد جاملته كما يفعل غيري فهو وللتاريخ يهبط بمستواه (الفني) إلى أبعد من الحد المسموح به.. المهم.. كانت حلقة (مع حبي) الترويجية مسلسلاً كوميدياً جميلاً خاصة ونحن نعرف عبد المجيد عبدالله كممثل كوميدي بارع يجيد صنع (المقالب) ولعلي شطحت قليلاً ولكن لا بأس إن عدت إلى حلقة (مع حبي) التي لم تكن أبداً في صالح عبد المجيد عبدالله، وهو يعطي آراء في الفن وكأن من شاهده ليلة أمس الأول يعتقد أن مبيعات أعماله (تتهافت) عليها الجماهير، ويحقق بها عبدالمجيد قفزات كبيرة ومتتالية، وهو يعلم جيداً وفي قرارة نفسه أن ما يقدمه من أعمال وخاصة في الأعوام الماضية لم تعد تشفع له وتسببت في تراجع أسهمه. واستطاع من هو (أصغر) منه عمراً فنياً أن يفعل ما لم يفعله، وهو يعلم جيداً أننا نعلم ذلك إلا أنه يصر على الإنكار. عبد المجيد عبدالله وبعد سنوات غابها عن الشاشة الفضية خرج بشكل باهت لا يتناسب (إطلاقاً) مع تاريخ الماضي وأعماله السابقة، التي وضعته في مقدمة كبار الفنانين بالمملكة والخليج، ولم يعلم أنه بأعماله الحالية (ينسف) تاريخه الجميل وما قاله في الحلقة لم يكن في صالحه. وحين يعلن عبدالمجيد ارتياحه لابتعاده عن الصحافة الفنية فهو بذلك يعلن (حربه) عليها لعدم مواءمتها لأفكاره وأطروحاته (الجميلة). عبد المجيد عبدالله لا يتعاطى أبداً مع الصحافة الصادقة التي تكتب عنه (بصدق) وترك مهمة (التطبيل) للمستفيدين منه بشكل أو بآخر.. وحسناً فعل عبد المجيد عبدالله بابتعاده (الاختياري) عن الصحافة الفنية، محاولاً تقليد رفيق دربه الفنان راشد الماجد، والذي (تعمد) عبدالمجيد تجاهل ذكر اسمه في الحلقة، ولكن (شتان) بين الاثنين وإن كانا يتفقان (نوعاً ما) في نوعية الطرح الفني. أنا بالمناسبة أتحدث عن (نفسي) وما أود الوصول إليه في هذا الجانب أن عبدالمجيد عبد الله لم يعد (مادة) دسمة للصحافة الفنية، وربما بابتعاده لن يشكل عبئاً أو هاجساً للصحافة (صدقوني) فلا أعماله تشفع له بالتواجد ولا تجعل من الصحافة (باحثة) عنه، والساحة بها من الفنانين من الله بهم عليم. وقد تنبأنا هنا منذ فترة بتراجع عبدالمجيد عبدالله (فنياً) ولم نعتقد أبداً أن هذا التراجع سيكون بهذه (السرعة) الفائقة.. وهكذا هم فنانونا الذين يرتمون في أحضان الصحافة (الخليجية) وخاصة (الوافدة) التي تفتح صدورها وصفحاتها لهم وذلك (لأغراض) في نفوسهم وما أن تلوح لهم أقرب مناسبة إعلامية فضائية حتى يبدأ إخواننا وزملاؤنا الفنانون في مهاجمة الصحافة التي تسببت لهم في المشاكل ووجع الرأس والفبركة وهم يعلمون جيداً أننا لا ننشر كل ما يقع تحت أيدينا ويصل إلى (مسجلاتنا) من ألسنتهم حفاظاً عليهم، وتمنيت من عبدالمجيد لو أنه عرض مثالاً واحداً على فبركة تعرض لها أو مشكلة تسببت له الصحافة فيها بدلاً من التعميم الذي أوقعه في ورطة كان في (غنى) عنها وزادت من حجم (المعاناة) التي يرزح تحت وطأتها حالياً.. تمنيت (صادقاً) لو كان عبد المجيد أكثر صدقاً مع نفسه ومع المشاهد وهو يدلي (بأطروحاته) العائمة التي لم نفهم منها سوى أنه الأكثر نجاحاً والأفضل في الساحة، متناسياً أن الجمهور لم يعد (غافلاً) بل بات ناقداً (قاسياً). لم أتحسس الرمل على رأسي ولكن لا يعجبني من يعلق فشله على شماعة الصحافة، فقد سئمنا هذا (الفشل) الذريع الذي ندخل دائماً في حساباته وندفع فواتيره أمام المشاهد والقارئ وهو لا يعلم أن الفنان (وحده) هو سبب فشله ونجاحه وأن عبد المجيد صاحب الاختيارات غير الموفقة يحتاج فترة (نقاهة) طويلة يستعيد بها عافيته وصحته.. فقد حاول أن يوصل رسالة عبر البرنامج بعد طول غياب ولكن جزءاً كبيراً من النص كان مفقوداً.
|