|
انت في "الريـاضيـة" |
|
أخيرا حسم الجدل وانتهى الفصل الأول من الصراع المثير نحو أغلى الكؤوس وتحددت مراكز الفرسان الأربعة الكبار الشباب أولاً وطرفاً في نهائي الكأس والهلال ثانياً والاتحاد ثالثاً والنصر رابعاً.. ومن تابع الجولتين الـ21 و22 يصاب بالدهشة لنتائجها الغريبة.. الاتحاد يخسر من النصر ويقتحم المربع رسمياً فقد خسر الأهلي بثلاثية اتفاقية قاسية.. والاتحاد يخسر من الشباب.. فيحتفظ بالمركز الثالث فقد تكفل الطائي بالمهمة وأسقط النصر ليبقى رابعاً.. ويتساءل أحد الأهلاويين هنا - ماذا لو فاز الأهلي في آخر مباراتين؟!.. هذه الدراما المثيرة التي شهدنا فصولها الأخيرة والتباين في مستوى الأداء وتذبذب النتائج تؤكد صحة ما ذكرناه عشرات المرات.. وهي أن الروح التي تصنع الفوز وتقدم المستوى وتجعل الفريق يتفوق على نفسه لا يمكن الركون إليها فهي تحضر وتغيب وفقاً لظروف وأجواء.. منها الإعداد النفسي والمعنوي للفريق قبل المباراة وتفاعل اللاعبين مع هذه الأجواء واستشعارهم للمسؤولية.. عكس الفرق الأخرى التي تعتمد في أدائها ومستواها على جماعية الأداء وتنفذ تكتيكاً مرسوماً بعناية وتلعب وفق منهجية فنية خاصة.. ولهذا برز الشباب هذا الموسم وتصدر اللائحة بجدارة وخطف بطاقة التأهل الأولى لنهائي أغلى الكؤوس في حين تعتمد فرق كالنصر والاتحاد والهلال والأهلي في توهجها الفني على هذه الروح القتالية العالية وإن كان الهلال أقل الأربعة درجة وأكثرهم قرباً من الشباب في المنهجية الفنية الخاصة في أسلوب أدائه ومستواه.. فالأهلي غابت عنه الروح ففرط في التأهل لنهائي دوري أبطال العرب وتلقى خسارة ثقيلة أمام صفاقسي التونسي في جدة وعندما عادت الروح كاد أن يفعلها في تونس ويحقق المفاجأة الصاعقة.. وعندما غابت الروح المتقدة إصراراً والمشتعلة حماسة.. خسر بسهولة أمام الشباب، لا أقصد النتيجة وإنما فرصة اللحاق بالمربع.. وكان طبيعياً أن يتواصل مسلسل هبوط المعنويات أمام الاتفاق ليخسر بسهولة وبنتيجة كبيرة.. ويعلن مغادرته ساحة المنافسة في موكب حزين.. وما يقال عن الأهلي يقال عن الاتحاد والنصر، فالأول غابت عنه الروح الاتحادية المعروفة وهي سر قوته وخطورته فخسر أمام النصر والشباب دون أن يقدم مستوى مرضياً وأداء مقنعاً.. والثاني صعق الاتحاد بثلاثية وبمستوى مبهر وأداء مدهش لأن الروح النصراوية كانت في أحسن حالاتها وعندما غابت أمام الطائي خسر وفرط في فرصة التقدم خطوة واحتلال المركز الثالث.. وهذا مصير كل الفرق التي تفتقر في أدائها ومستواها وأسلوبها إلى منهجية فنية خاصة واضحة المعالم لا تتأثر أبداً بالعامل النفسي والمعنوي والروح حضرت أم غابت.. لهذا تفوق الشباب في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي وتصدر الجميع هذا الموسم.. ويتوقع أن يستمر الشباب رحلة حصد الألقاب هذا الموسم والسنوات المقبلة لاسيما إذا كان مكتمل العناصر وفي المقابل لا نستطيع استبعاد الهلال والاتحاد والنصر من المنافسة خاصة الاتحاد والنصر فلا أحد يعلم ماذا سيقدمان.. تألقاً مدهشاً أم مستوى دون المتوسط.. وسر هذا الغموض اعتمادهما الكلي على الروح ومشتقاتها من حوافز ومعنويات ونفسيات قد تحضر وقد تغيب.. وهذا يفسر لنا تذبذب مستوى وأداء هذه الفرق وآخرها الاتفاق الذي انتفض فجأة في آخر مباراتين ليلتهم الأهلي والرياض بشهية مفتوحة.. لماذا لا نشاهد الاتفاق بهذا المستوى طوال الدوري.. وما الذي تغير.. المدرب نفسه وكذلك اللاعبون!! أخيراً إدراكنا هذه الحقيقة يجعلنا أكثر عدلاً وإنصافاً وواقعية عندما نضع المدربين على مائدة التقييم!!. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |