* تحقيق - عبدالله بن محمد العويس محافظة مترامية الأطراف، يتبعها العديد من المراكز والقرى والأرياف.. تُمثل رقماً كبيراً على خارطة المنطقة الجغرافية من حيث الكثافة السكانية والنهضة العمرانية والزراعية، والحركة التجارية، فتواكبت مع تطورها المشاريع التنموية والتعليمية والصحية والخدمية.. إنها محافظة الدوادمي التي بات من الضرورة ربطها مع الخط السريع - الرياض - الطائف بطريق مزدوج ليخفف هذا الاحتقان المروري المتزايد على طريق لبخة - حويته، حيث أصبح مسرحاً للحوادث المؤلمة لكثرة تعرجاته ومنعطفاته الخطرة. (الجزيرة) التقت العديد من الأهالي والمسؤولين ورصدت بعض مشاعرهم وآرائهم حول هذا الموضوع. بداية تحدث مدير تعليم البنات بمحافظة الدوادمي الأستاذ عبدالله بن سعد الضويان فقال: عندما نتكلم عن محافظة كبيرة الحجم كالدوادمي، فلا بد لنا أن نستعرض قدر نمائها وتطورها في غضون العشر سنوات الماضية، لتكن تلك الحقبة الزمنية مؤشراً على مدى قابليتها للنمو من كافة جوانبه حيث تختلف معدلاتها من محافظة إلى أخرى وعندما نطالب بتحقيق مطلب ضروري للمحافظة فمن الوفاء والعرفان أن ننظر قبل ذلك إلى ما قد تم تحقيقه لها من المقومات التنموية. ومن هذا المنظور فإن محافظة الدوادمي بحكم اتساعها وكثافتها السكانية قد نالت نصيباً وافراً من المشاريع الإنمائية والتعليمية والخدمية خلال السنوات الماضية منها ما تم إنجازه، ومنها ما هو تحت التنفيذ والأخرى طور الترسية وغيرها قيد الدراسة، بدءاً بالمشاريع التعليمية المستمرة، وشبكة الطرق الواسعة التي ربطت كافة المراكز والقرى والهجر بالمحافظة، ومروراً بالمشروع العملاق مطار الأمير سلمان بن عبدالعزيز ومشروع الصرف الصحي وإنشاء المستشفى والمعهد المهني ومبنى المحافظة وكلية التقنية فضلاً عن المشاريع المنفذة للقطاعات الحكومية الأخرى. وتبعاً لهذا الإقبال السكاني المتزايد في المدينة والهجر والقرى التابعة لها والتنامي المطرد عمرانياً وسكانياً بات من المؤكد حاجة المحافظة إلى طريق مزدوج يربطها بالعاصمة، (الرياض)، فمن رأى تلك الأرتال المتتابعة من النقليات المتنوعة وسيارات النقل العام والخاص وهي تجوب طريق حويته - لبخة إلى الخط السريع، وما يحدث فيه من الاختناقات نتيجة المرتفعات والمنخفضات والمنعطفات، وما يحصل فيه من الحوادث المرورية المروعة، فسيقتنع لا محالة بأن هذا الطريق الضيق لم يعد ملائماً ليستوعب هذه الحركة المرورية الهائلة وغير مناسب ليكون مدخلاً وشرياناً لهذه المحافظة الكبيرة. فكم من أسرة افتقدت عدداً من أفرادها وكم عائلة راحت بأكملها، وكم من معلم ومعلمة قضى الله أجلهم في هذا الطريق الذي لو لم تسلكه إلا مركبات شريحة التعليم التي تقدر بالآلاف من الطلاب والمعلمين والمعلمات، والمشرفين والمشرفات لكفته زحاماً.. إضافة إلى أن محافظة الدوادمي تعتبر منطقة زراعية للحبوب والخضار والأعلاف، وذات حركة اقتصادية وثروة حيوانية. أملنا بالله ثم بالمسؤولين في وزارة النقل لتحقيق هذا المطلب راحة للمواطنين وحفاظاً على سلامتهم. أما رئيس مركز ماسل غايب بن عبدالمحسن بن عقيل فقال: إن محافظة كبيرة كالدوادمي أضحت الآن بحاجة ماسة إلى طريق مزدوج يربطها مع الخط السريع، لا سيما بعد ارتفاع معدلات النمو السكاني والعمراني بالمحافظة والمراكز والقرى التابعة لها التي تقدر بالمئات. ونظراً لارتباط الأهالي بالعاصمة (الرياض) كشريحة الطلاب الملتحقين بالكليات والجامعات الذين يترددون على ذويهم أسبوعياً، وكذلك المعلمين والمعلمات المعينين من خارج المحافظة، إضافة إلى المزارعين المسوّقين لمنتجاتهم الزراعية. ولا شك أن هذا الكم الهائل من المركبات والشاحنات تعبر للخط السريع من خلال طرق ضيقة وشبه زراعية تكثر فيها التعرجات والمنعطفات، وما يحصل فيها من الحوادث والوفيات ومن منطق الحاجة الفعلية للمحافظة وأبنائها التي تعتبر ثاني أكبر المحافظات التابعة لمنطقة الرياض حسب التصنيف الذي ترجمته الأرقام الإحصائية مؤخراً، نسوق هذا المطلب الضروري والمتمثل في ربطها مع الخط السريع بطريق مزدوج، ليخدم المسافرين والحجاج والمعتمرين من الأهالي والمقيمين، مع أي نقطة مختصرة يراها ذوو الرأي والاختصاص، سعياً لراحة المواطنين وحفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم. سيخدم المزارعين وعن هذا الموضوع تحدث مدير الزراعة بالمحافظة المهندس إبراهيم البداح قائلاً: لا يخفى على الجميع بوجه عام أهمية ربط محافظة الدوادمي مع الخط السريع بطريق مزدوج حيث يعاني أهالي المحافظة وتوابعها من القرى والهجر اشد المعاناة من الطريق الحالي الذي يمر ببلدتي لبخة وحويته حيث لا يكاد يمضي يوم دون أن يحصل به حادث مروري نتيجة عدم اتساعه وكثرة منحنياته وتعرجاته الخطرة إضافة إلى وجود الجمال السائبة التي تحتجب عن الرؤيا بسبب المنخفضات والمرتفعات، فكم من أسرة فقدت أحد أفرادها وكم من عائلة ذهبت بأكملها. ولا شك أن وجود طريق مزدوج سيسهل عملية الانتقال لجميع المركبات الخاصة والتجارية ولا سيما تلك الشاحنات التي تنقل المنتجات الزراعية من المحافظة من خضار وقمح وأعلاف إلى الأسواق الأخرى. إضافة إلى أنه يسهل نقل مدخلات الإنتاج الزراعي من أسمدة وكيماويات ومبيدات إلى المحافظة لكونها منطقة زراعية، وهذا مما يساهم في وضع عملية التنمية الزراعية بالمحافظة ومراكزها وقراها وسوف يخدم شريحة كبيرة جداً من المزارعين والمواطنين وغيرهم دون عناء أو مشقة مع التقليل -بإذن الله- من الحوادث المرورية الكثيرة. محور عدة طرق ويقول مدير مستشفى الدوادمي سعد بن محمد اليحيى: أضحى واقع الدوادمي الحالي يحتم ربطها بطريق مزدوج مع الخط السريع، وحيث إن محافظة الدوادمي تقع جغرافياً على محور عدة طرق مثل القصيم - الطائف - الرياض - وغير ذلك من المحافظات والقرى وإن الطريق الحالي المؤدي للخط السريع يعاني سالكوه من ضيق وكذلك كثرة تعرجاته ومنعطفاته وهو طريق زراعي وما يحصل فيه من الحوادث المأساوية الكثيرة إلا دليلاً قاطعاً على مدى حاجة محافظة الدوادمي للطريق المزدوج حرصاً على راحة وسلامة المواطنين وعموم المسافرين الذين يتضاعف عددهم خصوصاً أيام المواسم كالأعياد والعطل الدراسية ومواسم الحج والعمرة.. ومن هذا المنطلق وتلك المآسي والمعاناة المتكررة التي تزداد يوماً بعد يوم في هذه الظروف. حوادث عديدة كما تحدث عن هذا الموضوع العقيد يوسف القويحص مدير شرطة الدوادمي فقال: لمحافظة الدوادمي أهمية خاصة من قديم الزمان فما من حاج أو معتمر من سكان الرياض وما جاورها وما من قاصدٍ المدينة المنورة إلا وقد سلك براً طريق الحجاز فقد كان الرابط البري الوحيد بين المنطقتين حتى نفذ مشروع الخط السريع واتجهت أغلبية الناس إليه وبقي طريق الحجاز القديم على وضعه السابق لخدمة سكان المحافظات، ومع اتساع المساحات العمرانية في المحافظات وازدياد كثافة سكانها والتطور العمراني والتجاري الذي شهدته تضاعفت على مدار الساعة حركة الرحلات المرورية على هذا الطريق دون توقف وفي المقابل ارتفع مؤشر الحوادث المرورية حتى كاد لا يمر يوم إلا وقد سجلت إحصائياتنا حادثاً.. ولو أعدنا النظر في مسببات الحادث المروري لوجدناها السائق والمركبة والطريق، فعنصر الطريق أحد المسببات التي لا يغفل جانبها للحد من الحوادث المرورية وبإمعان النظر في طريق الحجاز القديم نجد أنه خط واحد ذو اتجاهين وبتزايد مستخدمي هذا الخط من سيارات صغيرة وشاحنات بمختلف أوزانها وتأثيرها على الطريق بسبب حمولة الشاحنات وتقلبات الطقس وندرة الصيانة وارتكاب بعض السائقين المخالفات المرورية تصبح هنا الخطورة وتنجم الحوادث. وعليه فقد أصبح الموضوع واضحاً وجلياً والحاجة ملحة لإعادة النظر في طريق الحجاز القديم وتطويره وإعادة بنائه بشكل حديث يساهم في الحد من الحوادث المرورية التي فتكت بأرواح وممتلكات أبناء الوطن. أما مدير الهلال الأحمر بالدوادمي إبراهيم الدغيم فقال لا شك أن هناك احتياجاً كبيراً إلى ازدواج طريق الدوادمي الشرقي حتى طريق مكة - الرياض السريع وذلك نظراً لكثرة الحركة المرورية على هذا الطريق، فهو يخدم الكثير من الهجر والقرى التابعة للمحافظة الواقعة في الجهة الشرقية والشمالية الشرقية منها، وبها كثافة سكانية عالية، كما أنه يعتبر نقطة تجمع للطرق القادمة من مدينة شقراء ومنطقة القصيم مما يزيد العبء على هذا الطريق وخصوصاً في فترة حضور وانصراف الموظفين.. وإن سكان محافظة الدوادمي يعانون عند السفر إلى مدينة الرياض والمنطقة الشرقية من المملكة من وضع الطريق القديم الذي يرثى لحاله، فهو طريق مساره ضيق جداً لا يتعدى عرضه 7 أمتار، وإسفلته قديم جداً يتجاوز عمره 30 سنة، ويوجد فيه الكثير من الحفر، كما أنه يعد خطراً كبيراً على المسافرين، إضافة إلى ازدحامه بالشاحنات الكبيرة التي تعيق تجاوز السيارات وهذا يؤدي بدوره للحوادث التي راح ضحيتها، مع الأسف الكثير، فلذات الأكباد ورجال الوطن. كما أننا وبحكم عملنا في الهلال الأحمر نعاني كثيراً من هذا الضيق والرداءة في الطريق، فعند حصول الحوادث تتسبب رداءة الطريق وضيقه وكثرة الشاحنات المارة به في تأخر وصول سيارات الإسعاف للحوادث لإسعاف المصابين، وهذا فيه ضرر كبير ومعوق واضح قد يتسبب فيما لا تحمد عقباه على المصابين في الحوادث، وهذا يؤدي بدوره إلى لوم المواطنين الهلال الأحمر ووصفه بعدم المبالاة، وما علموا أن السبب في ذلك غالباً يرجع إلى ازدحام الطرق وضيقها ورداءتها. حاجة ماسة أما رئيس قسم مرور الدوادمي الملازم أول سلطان الحنتوشي فقال: إن طريق حويته ليس الطريق الذي يعتبر مدخلاً رئيساً لثاني أكبر المحافظات التابعة لإمارة منطقة الرياض من حيث ضيق الطريق وكثرة المنعطفات الخطيرة والمرتفعات، حيث تكثر الحوادث المأساوية، فكم من عائلة فقدت عزيزاً عليها، ومن أخطار هذا الطريق وجود الكثير من الحيوانات التي تتسبب في الحوادث وخصوصاً ليلاً وهذا الطريق يعتبر الشريان الأساسي للمحافظة للذهاب إلى الرياض والعودة وكذلك الطلاب الذين يدرسون في الجامعات لدى عودتهم يوم الأربعاء وذهابهم يوم الجمعة، وفي هذه الأيام يكثر الازدحام وتكثر الحوادث المؤلمة، ولحفظ الأرواح لا بد من ربط المحافظة بالخط السريع بطريق مزدوج للتخفيف من الحوادث المرورية حيث لا تمضي فترة قصيرة إلا ونفاجأ بحادث اصطدام يروح ضحيته عدد من أفراد الأسر إن لم تكن بأكملها وبحكم عملنا في إدارة المرور وما نلمسه من حاجة ماسة لحاجة المحافظة لطريق مزدوج لكثرة مرتادي الطريق الحالي، ولا يخفى أنها بلد زراعي وذات كثافة سكانية عالية. لذا نأمل من المسؤولين تحقيق هذا المطلب ليتناسب مع الوضع الحالي للمحافظة. الوزارة وعدتنا وعن هذا يقول المواطن ماجد بن محمد العصيمي إن وزير النقل قد وعدنا بإعطاء ربط محافظة الدوادمي بالطريق السريع أولوية متقدمة، وقد استبشر كل مواطن في هذه المحافظة وبقي يتطلع لهذا المشروع الحيوي الذي أستطيع أقول إنه هاجس الطالب ووالده وأمه وكذلك هاجس رجل الأعمال والتاجر والمزارع وصاحب النقل والمريض وكل مواطن في محافظة الدوادمي وقراها وما حولها، وبحكم أهمية ذلك ومعاناة الجميع فإننا نناشد معالي وزير النقل ومن له يد بهذا الشأن الاهتمام بهذا المشروع ونحن أهالي محافظة الدوادمي في انتظار تحقيق ذلك. أما المواطن فالح بن سالم الحبردي فقال: إنه قد سبق أن تقدمنا لأمير المنطقة بطلب ربط محافظة الدوادمي بخط الحجاز السريع من كبري الفويلق غرب محافظة القويعية 25 كيلومتر وبالتحديد عند الكيلو 147 الرياض إلى طريق الحجاز القديم شرق الدوادمي عند الكيلو 14 وبطول تقريبي 90 كيلومتراً وقد وافق سموه الكريم وكتب لوزارة النقل برقم 23558 بتاريخ 11-4- 1425هـ ورغم الطلب الملحّ والحاجة الماسة والتوجيه الكريم لا زال سكان الدوادمي ذهاباً وإياباً إلى الرياض مع طرق زراعية ضعيفة التنفيذ كثيرة المنعطفات نفذت لخدمة مزارع أو منازل خاصة لا تمكّن سالكها من الرؤية لما أمامه، ولا تمثل أقل قدر من أنظمة السير الآمن الصحيح، بل هي سبب كبير للحوادث وقد خلفت كثيراً من المقعدين والمتضررين وأتلف بسببها المال الكثير. أما المواطن قاعد الحبيل فقال: إن الطريق الحالي الذي يعبر من خلاله أبناء المحافظة وتوابعها من الطلاب الجامعيين الذين يترددون أسبوعياً على مدينة الرياض، والمزارعين والمرضى المراجعين للمستشفيات المتقدمة وغيرهم من شرائح المجتمع، طريق ضيق جداً وتكثر فيه المنعطفات الخطرة التي يروح ضحيتها كثير من الأرواح - وتبعاً لهذا التنامي السكاني ازدادت الحركة المرورية على هذا الطريق الذي أصبح لا يتكافأ مع الوضع الحالي للمحافظة. لذا فإنه باسمي ونيابة عن أهالي مركز الثندوة وما حولها من المزارعين الذين يواجهون المشاق عند تسويق محاصيلهم الزراعية، نناشد المسؤولين في جهات الاختصاص بربط محافظة الدوادمي مع الخط السريع بطريق مزدوج كمثيلاتها من المحافظات الكبيرة. وأخيراً تحدث الطالب مشعل بن متعب العتيبي فقال: نحن طلاب الجامعة من مدينة الدوادمي نكمل تعليمنا بمدينة الرياض، ونعاني أشدّ المعاناة من استخدام الطريق الزراعي الذي يربط محافظة الدوادمي بطريق الرياض، وتتكرر معاناتنا أسبوعياً من استخدام هذا الطريق، حيث إنه كثير التعرجات وكثير المنعطفات الخطرة ونكون في قلق شديد عند اجتياز هذا الطريق والبالغ طوله أكثر من (160 كم)، مما يجبرنا أحياناً على تأجيل زيارة أهلنا لما نعانيه من مشقة استخدام هذا الطريق، وهذا الطريق حصلت فيه كثير من الحوادث المأساوية لأهالي المحافظة وكذلك مستخدميه من المدن والهجر المجاورة.
|