فيصل، أين نجدك منا؟!
أحمد بن عبد العزيز الركبان

حينما عهد ولي الأمر - حفظه الله - إلى اختيار أمراء للمناطق وفق مواصفات معينة يتمتع بها الأمير المكلف بإدارة شئون المواطنين بالمنطقة، ويكون بذلك سفيراً وممثلاً له في هذه المنطقة بحكم المساحة الشاسعة للوطن، نجد هذا الاختيار يكون في محله - ولله الحمد - لكافة أمراء المناطق الثلاثة.. وأمراء المناطق وإماراتهم لا تقتصر جهودهم على تثبيت الأمن وتشريع القوانين بل تجاوز هذا إلى الوفاق الأسري وإصلاح ذات البين، والسعي وراء مجتمع متلاحم وكل هذا يعود بالنفع على الامارة.. لتجنب المجتمع المشاكل الأسرية والاجتماعية وخلافها.. وكنت قبل أيام في منطقة القصيم زائراً لأميرها المحبوب فيصل بن بندر، في إصلاح ذات البين وتوفيق وجهات النظر، لإعادة المياه إلى مجاريها بين شقيقين لإحدى الأسر المحبة للنفس، ونظراً لأن هناك من يسعى إلى الفرقة والخصام مع الأسف الشديد لمنافع دنيوية والعياذ بالله؟ يتوهج أولئك الأشرار في بث الخصام والفرقة لتحقيق مآرب لهم.. وقد ينجحون في بداية الأمر لكن سرعان ما يلطم أولئك الأشرار بسعي الأخيار من الناس لوقف هذا الخطر الداهم على أبناء المجتمع وأسرهم.
(الأمير فيصل بن بندر) عندما تقترب منه وتدنو لتسمع حديثه في هذا الشأن نجده ملماً بأبجديات الصلح.. موثقا ذلك باستشهاد الآيات الكريمة والحديث الشريف وبعض الروايات المقنعة.. هذا الأمير الإنسان أين نجده منا نحن المجتمع.. والقصيم منطقة كبرى شاسعة الأطراف، تختلف أجناسها وأفكارها من طبقة لأخرى، ولكن الإيمان والدين وحده جعل من أبناء القصيم ذوي خلق قويم وحكمة، ورزانة.. والاختلاف لا يفسد للود قضيته.
أمير القصيم.. يتحدث بكل صدق.. يعطيك الأمان في الحديث.. رصين الكلمة.. أسلوب مهذب وبسيط.. الغاية منه إقناع الأطراف وجعل الجلسة لها روح طيبة.
كان لوالدي دور أساسي في دفع عجلة الإصلاح في كثير من القضايا التي يسعى من خلالها لإصلاح ذات البين في المجمعة، أو أي مكان يمكن أن يتدخل فيه، وفق تعاليم ديننا الحنيف أسوةً بولاة الأمر - حفظهم الله - لقد تشرفت أن أصحب والدي - حفظه الله - إلى سمو أمير القصيم لنجمع أخوين عزيزين علينا شابت اخوتهما ريح من البشر أرادوا الفرقة والخصام - هداهم الله - وبعد اللجوء إلى سمو أمير منطقة القصيم - حفظه الله - وطرح الأمر على سموه سرعان ما رحب سموه الكريم بالتدخل وإصلاح ذات البين، وتم الأمر - ولله الحمد - بنجاح منقطع النظير لتفهم الأخوين ولمكانة سموه ووالدي لديهما.
الأمير لم يصل به الأمر لمصافحة الأطراف بل وعد بزيارتهما في منزلهما في أقرب فرصة لتهنئة الأسرة بعودة المياه لمجاريها.. هكذا يكون الأمير، وهكذا تكون الهمم، ففيصل إنسان متواضع ولطيف.. لا يشعرك بمنصبه بقدر ما يشعرك بأخوته.. وإذا وعد أوفى.. وإذا قال فعل.. مستسقياً ذلك من حكمة ولاة الأمر.. ولا عجب أن تجد من حوله بنفس الصفات يتخلقون بالخلق والدماثة وكأنهم يتحدثون بفعل الأمير..
(محمد الحبردي وإبراهيم الثويني وعبد الرحمن السعيد) أولئك أخيار يجب شكرهم ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، أولئك يعملون ليل نهار من أجل تحقيق توجيهات سمو الأمير بطريقة سلسلة وذكية، وهذا ما رأيت في إصلاح ذات البين.
شكراً أمير الخير والوفاء.. وكان الله في عون سموكم في هذه المنطقة منطقة الخير والنماء القصيم.