هكذا استلقى قلمي، فوق ورقة ملونة، بينما كانت زهرة الغاردينيا البيضاء ذات الشذى الأخّاذ تستريح فوق منضدة قريبة مني وكأنها تطالعني بشموخ وثقة.! تلك هي نبتتي التي تقترب مني كلما تأملت جمالها.! فهناك من يقول إن النباتات والأزهار لا تفقه أو تحس.! بل هي أكثر إحساساً ومشاعر وتتأثر بمن حولها من كائنات، وتعطي كلما شعرت بالاحتواء، كما تحتج بطريقتها الخاصة.! ولكن القليل من يدرك ذلك.! عالم الأزهار عالم خصيب مليء بالألغاز تتفتح لتستنشق الهواء، ثم تنغلق عن ذاتها ليكتمل غموضها.! تبث عبيرها بين مساءات دافئة جميلة، وبما أن عطاءها يحذوه الخفر، فكثيراً ما أشعر بمشاكستها لي أثناء انشغالي. هي ذكرى لأرض طيبة وربّما شتلة تنمو مع مرور الوقت حتى تكبر معي وتتوطد العلاقة فيما بيننا وتحيا بين سطوري وأفكاري وأوراقي، ومع نور النجوم وسرب الفراشات.. في تلك المساحة المتوسطة التي شغلتها برونقها وعطرها وهمسها الصامت!. مرفأ
للجمال لغة خاصة تسكن في حنايا الطبيعة.!
|