الانتخابات الإيرانية.. مصاعب الداخل وتحديات الخارج

يستقطب الصراع الانتخابي الرئاسي الإيراني اهتماماً واسعاً على الصعيدين الإقليمي والدولي، خصوصاً وأن المنطقة هي مسرح لتفاعلات كثيرة من أبرزها الاضطرابات المتواصلة في العراق منذ الغزو الأمريكي، فضلا عن الأزمة المستفحلة في فلسطين إلى جانب جملة من التأثيرات الإيرانية والمؤثرات على إيران.
وعشية الانتخابات كانت إيران مسرحاً لتفجيرات واحتجاجات يعبر جانب منها عن الارتباطات الخارجية لموضوعات داخلية إيرانية، مثل الأحداث في الأهواز علاوة على أن العاصمة طهران ذاتها شهدت مصادمات بين متظاهرين والشرطة، وكلها أحداث قد تجد التعبير لها بشكل أو بآخر في صناديق الاقتراع وبالتالي في النتيجة النهائية.. وبينما يستعر الصراع بين من يُعرفون بالمحافظين والإصلاحيين فإن جانباً من جماهير الإصلاحيين يبدون غير مهتمين حتى بالتصويت تعبيراً عن خيبة أملهم في قادة هذا التيار الذي مثَّله طوال السنوات الماضية الرئيس محمد خاتمي.. وتبرز بشدة في مقدمة القضايا الداخلية المصاعب الاقتصادية مع أرقام متصاعدة للبطالة في دولة من كبار منتجي النفط لكنها لازالت تستورد جزءا من احتياجاتها النفطية..
وتشمل التحديات الخارجية مواضيع شتى مثل الصناعة النووية الإيرانية الملاحقة بشدة من قبل الولايات المتحدة، والتي تتهم إيران بأنها لا تسعى فقط إلى توليد الطاقة من هذا البرنامج وإنما تهدف إلى صنع الأسلحة النووية وهو الأمر الذي تنفيه إيران بشدة، ومع ذلك فإن المرشح رافسنجاني يميل إلى تهدئة الوضع مع الولايات المتحدة.. ومن ثم فإن التيار الآخر المتمثل في المحافظين ينزل إلى الساحة بوجوه قديمة لكنها تعكس وجها معتدلا، وعلى رأس هؤلاء هاشمي رافسنجاني الذي تتوقع الاستطلاعات أن يفوز بهذه الانتخابات والمتوقع لها أن تجرى في مرحلتين تعبيراً عن عدم قدرة أي مرشح على إحراز نسبة الـ 50 بالمائة الكافية للفوز من الجولة الأولى..
أهمية هذه الانتخابات تتمثل أيضا في أنها تشكل ما يشبه الاستفتاء على كامل التجربة الإيرانية في الحكم، ولهذا فإن هناك حرصا شديدا على إنجاحها وعلى ضمان مشاركة واسعة فيها من أجل إثبات أن هذا النظام هو فعلا يحظى بالشعبية، خصوصاً في وجه جملة من المصاعب على النطاق الدولي لعل أبرزها حالة العداء المستفحلة بين إيران والولايات المتحدة بما في ذلك الحساسيات الناجمة عن الوجود الأمريكي العسكري الضخم في العراق والمجاور لإيران.