قصة: محمد عبدالعظيم - رسوم: حجازي كانت أمنية نزار أن يمتلك قارباً صغيراً له شراع أبيض، وكانت متعته المفضلة أن يجلس على شاطئ البحر ويتأمل القوارب الصغيرة، والسفن الكبيرة، ويحلم أنه على ظهر قارب صغير، يحمله بعيداً إلى الشُّطآنِ المختفية وراء الأفق. ذات يوم، بينما كان نزار يقرأ في قصة مصورة عن رحلات البحَّار (ماجلان) وضع الكتاب جانبا، وراح يصنع قارباً ورقياً له شراع أبيض. راح نزار يتأمل قاربه الورقي، وفجأة خُيِّل إليه أن القارب قد تحرك قليلاً، ثم سمع صوتاً يقول: (أيها الصغير، ألم تتمنَّ قارباً له شراع أبيض)؟! تعجب نزار كثيراً، فقال القارب: (اذهب بي إلى البحر وسترى كيف أتحول إلى قارب حقيقي). حمل نزار القارب وذهب إلى البحر، وما كاد يضع القارب الورقي في الماء حتى كبر وامتلأ الشراع بالهواء. بدأ القارب ينزلق فوق سطح الماء. سارع نزار إلى تسلق القارب والسعادة تملأ قلبه. لكنه فوجئ بعد قليل بأن القارب قد ابتعد كثيراً عن الشاطئ. فأحس بالوحدة والوحشة وصاح به: (عد بي أيها القارب). لم يرُدَّ القاربُ. فصرخ نزارٌ: (أريد أن أُحضر معي أصدقائي وأهلي). قال القارب: (لكنك لم تذكر أهلك وأصدقاءك عندما تمنَّيت أن يكون لك قارب). فراح نزار يبكي، بينما راح القارب يشقُّ طريقه إلى عُرضِ البحرِ. صحا نزار من حلمه ليجد نفسه بين ذراعي أُمِّه. رأى القارب الورقي لا يزالُ أمامهُ على المكتب. أمسك نزارٌ بالقاربِ الورقيِّ وراح يُمزِّقُهُ. دُهشت أُمُهُ، فقال: (أريد أن أصنع قارباً كبيراً يتسع لنا جميعاً).
|