في إطار الدعوة، وتحديداً الدعوة الإسلامية الصحيحة، هناك الكثير مما يمكن قوله وإعادته مراراً وتكراراً، نظراً لأن قضية الدعوة في الإسلام، هي قضية أساسية وعماد كبير من أعمدة الحالة الإسلامية التي نطمح الوصول إليها.
لقد قام الإسلام، وانتشر المسلمون الذين يسرهم الله تعالى لخدمة دعوته الحقة، ووصل الإسلام من أقصى المعمورة إلى أقصاها، وانتشر من دون أن تحده حدود، أو تقيده قيود، فالبشر لديهم الفطرة الكامنة التي يمكن للدعوة الإسلامية أن تحركها، وتبعثها من رقادها لتجعل الإنسان يتطبع بطابع الفطرة السليمة، إلا وهو طابع الإسلام، والإسلام هو دين الفطرة.
وهناك أمر مهم في عملية الدعوة ألا وهو (القدوة الصالحة)، وطبعاً دون أن ننسى المقومات الأخرى لنجاح عملية الدعوة من العلم والمعرفة، وتمكن الداعية وتوفر الظروف المادية والمعنوية وغيرها، فقضية القدوة هي الأمر الأهم، ولا يجوز للداعية إطلاقاً أن يخالف سلوكه ما يدعو إليه، وإلا كان الفشل لازماً مؤكداً، الداعية يجب أن تكون سلوكياته وأقواله وأعماله مطابقة تماماً لأصول دعوته وأفكاره وعلمه، وإلا حدث الخلل.
إن كل إنسان يمكن أن يخطئ، ولكن خطيئة الداعية كبيرة، لأنها تحسب على مقياس من صدرت عنه، ويجب على الداعية أن ينتبه لنفسه، وعلى من يرسلونه، أو يدعمونه أن يوجهوه على الدوام ويزودوه بكل مقومات النجاح، وكذلك على عموم إخوانه أن ينبهوه بطريقة ودية خيرة إذا بدرت منه بادرة خاطئة.
إن الداعية الذي ينطبق سلوكه على عمله، وقوله على فعله ضمن إطار الدعوة الإسلامية الصحيحة، هو الذي يحقق النجاحات بشكل أكبر بإذن الله، والعكس صحيح، إن هذا الأمر صحيح حتى في سياق الأسرة والمؤسسات والتجمعات المختلفة، الطفل الصغير يقلد والده أو والدته، والتلميذ يقلد أستاذه، وكل منا هو داعية بشكل أو بآخر، واحترام هذه الصفة ضرورة لازمة مؤكدة مطلوبة.. ونسأل الله أن يكون في عون الجميع.
| 
"أفاق اسلامية"