Friday 17th June,200511950العددالجمعة 10 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

عشرون ألف فلسطيني يعيشون في الأغوار بين فكي كماشةعشرون ألف فلسطيني يعيشون في الأغوار بين فكي كماشة
يسافرون مسافة 200 كلم من أجل الالتفاف للوصول إلى بلدات مجاورة لا تبعد عن بيوتهم سوى عشر دقائق

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
علمت (الجزيرة) أن عشرين ألف فلسطيني يعيشون في الأغوار الشمالية والوسطي أصبحوا بين فكي كماشة الاحتلال، فبعد أن كانت طريقهم للوصول إلى المدن والقرى القريبة منهم للالتحاق بمواقع عملهم لا تستغرق إلا دقائق معدودة، باتوا اليوم بحاجة إلى السفر مسافة تزيد عن 200 كيلو متر من أجل الوصول إلى مقصدهم، والسبب كما هو متوقع الاحتلال الصهيوني، الذي أصدر جيشه مؤخراً قراراً يمنع بموجبه أهالي قرى (عين البيضا) و(بردلة) و(كردلة) و(مرج نعجة) و(الزبيدات) و(الجفتلك) و(الفصايل) و(فروش بيت دجن) من والوصول إلى مدينتي (طوباس) و(طمون) القريبتين عبر الطريق المباشر الذي كان يستعمل دائماً وأجبر السكان الفلسطينيين في هذه القرى على استخدام طريق أريحا الشاقة.
وفي إفادة حقوقية وصلت مكتب (الجزيرة) في فلسطين من سكان قرى الأغوار الشمالية، جاء ما يلي: أن قرار الجيش الصهيوني (جريمة بحق الإنسانية)، وأن سكان قرى الأغوار الشمالية يرتبطون بمدينة طوباس في جميع مجالات الحياة، حيث يسوِّقون منتجاتهم الزراعية، ويتزودون بالمواد الغذائية، ويعتمدون على مراكزها الصحية والتعليمية.. وهناك روابط عائلية، فكثير من العائلات يقطن أفرادها في المنطقتين وهي تبعد نحو عشرين كيلو متر فقط. ووفق مصادر (الجزيرة): تفاجئ سكان قرى الأغوار الشمالية بداية الشهر الحالي بقيام الجيش الصهيوني بمنع السكان من التوجه إلى طوباس وطمون ونابلس عبر حاجز (تياسير) العسكري الصهيوني وفرضوا علينا قراراً تعسفياً خطيراً باستخدام طريق أريحا.
ويتساءل الأهالي الفلسطينيون في رسالتهم التي وصلت مكتب (الجزيرة): (كيف لامرأة أو شيخ أو طفل أو مزارع أو مريض أو طالب أن يسافر لمسافة 200 كيلومتر من أجل الالتفاف للوصول إلى البلدة المجاورة والتي لا تبعد عن بيته سوى عشر دقائق.
ووفق ما وصل لمكتبنا في فلسطين من معلومات موثقة: فإن هذه العملية تضطر المواطن للسفر حوالي ثمانين كيلو متراً إلى أريحا جنوباً، ومن ثم السفر من أريحا عبر طريق المعرجات والتفافي مدينة رام الله إلى مدينة نابلس لمسافة تسعين كيلومتراً، وبعد ذلك التوجه شرقاً إلى مدينتي طوباس وطمون بمسافة حوالي خمسة وعشرين كيلو متر..!!.
ويقول مراقبون فلسطينيون ل (الجزيرة): عن القرار الصهيوني الظالم يشكل حلقة من سلسلة قرارات عسكرية تنفذها دولة الاحتلال في منطقة الأغوار بهدف تضييق الخناق عليها وعزلها وتهجير سكانها لتوسيع الاستيطان وابتلاع أراضيها!.
وفي هذا السياق، وصل مكتب (الجزيرة) رسالة من (أنيسة بشارات) عضو مجلس محلي قرية (الجفتلك)، التي طالها قرار الجيش الصهيوني، جاء فيها: أن هذه المشكلة تمتد أيضاً لتشمل سكان الأغوار الوسطى الذين منعوا من اجتياز حاجز الحمرا العسكري للوصول إلى مدن (طمون ونابلس وطوباس)، وهي مناطق مرتبطة كلياً بهذه المدن الحيوية، مضيفة: أن هناك ارتباطاً مع مدن طوباس وطمون ونابلس في كافة الجوانب الحياتية ولا يمكن الاستغناء عن هذه المراكز الحيوية، وبخاصة في المجالات الصحية حيث لا توجد مركز طبية مجهزة..
وتساءلت بشارات في رسالتها: (كيف نعالج مرضانا والحالات الطارئة؟!! مشيرة إلى أن المزارعين يعتمدون على أسواق هذه المدن يومياً وهناك جوانب أساسية تتعلق بالتسوق والارتباط العائلي وغيرها.
وتشير هنا (الجزيرة) إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني قد دأبت منذ عدة سنوات على استخدام كل الوسائل والأساليب المتاحة لديها لتضييق الخناق على مناطق الأغوار الشمالية والوسطي باعتبارها منطقة حدودية ذات بعد إستراتيجي هام، وقامت في هذا السياق بهدم البيوت و(البركسات) الزراعية وحظائر الأغنام، وحددت مساحات أراضي الرعي والزراعة، ومنعت التوسع العمراني وإصدار رخص البناء، وعرقلت مخططات التنظيم الهيكلي ووضعت المنطقة تحت القوانين العسكرية، وقيدتها بنظام حظر التجول الليلي في معظم الأوقات.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved