Friday 17th June,200511950العددالجمعة 10 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

ميلاد عشر حركات سياسية مؤيدة ومعارضة لمباركميلاد عشر حركات سياسية مؤيدة ومعارضة لمبارك
ربيع الديمقراطية في مصر يصارع صيفها المناخي رغم أنين المعارضة

* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
بعيداً عن صراخ المعارضة المصرية على الديمقراطية المفقودة وحديثها الدائم عن الاضطهاد والتضييق على أعضائها إلا أنه لا يستطيع أحد في مصر أو خارجها أن ينكر وجود هامش لا بأس به من الحرية ساعد على بروز صحف وحركات معارضة وصلت إلى أعلى سقف سياسي لم يسبق له مثيل، فلأول مرة منذ قيام ثورة يوليو 1952 تتعرض الصحافة المصرية لشخص رئيس الجمهورية فضلاً عن الحركات السياسية المتعددة التي تطالب الرئيس حسني مبارك بعدم الترشيح لفترة رئاسية جديدة وحركات أخرى تناشدة البقاء في الحكم من أجل استمرار التنمية والازدهار إلى جانب خمسة عشر حزباً تحظى بالشرعية وتمارس أعمالها دون منع واضح وإن كان هناك حديث أصبح مكرراً عن وجود ضغوط خفية على رؤساء هذه الأحزاب، وتوجد كذلك أحزاب أخرى تحت التأسيس أو مجمدة بسبب الخلافات الداخلية.
كل هذا الزخم السياسي يدل على أن مصر تعيش ما يمكن أن يطلق عليه ربيع الديمقراطية على ضفاف نهر النيل تلك البقعة من الوطن العربي التي شهدت من قبل عصور كانت فيه كلمة لا مرادفةً للحبس والتغييب وراء الأسوار لأيام وشهور قد تمتد لسنوات في بعض الأحيان.. اليوم أصحبت لا عالية مدوية تتناقلها الصحف داخل مر وخارجها وتتصدر أخبار الفضائيات والإنترنت يقولها صاحبها تم يمضي إلى حيث شاء دون ملاحقة إلا في حالات قليلة تكون لا ليست السبب وإنما أسباب أخرى نتجت عنها مثل سباب أشخاص بعينهم وكثيراً ما تأتي هذه الملاحقات والتحرشات من قبل صغار المحسوبين على الأجهزة الأمنية.
وقد شهدت مصر في العام الأخير ميلاد عشرة حركات سياسية بين مؤيدة ومعارضة وقد اتخذ كل فريق من الفريقين لنفسه شعارات، وأعلاماً وهتافات، ومتحدثاً رسمياً أحياناً، وسعى لحشد وسائل الإعلام وراءه وقد وضح أن برامج غالبية هذه الحركات والتجمعات المعلنة اتخذت الطابع الحاد في معارضتها أو تأييدها للرئيس مبارك.
أول هذه الحركات السياسية الوليدة كانت الحركة المصرية من أجل التغيير(كفاية) فقد نشأت في 8 أغسطس 2004 وأرجعت في بيانها التأسيسي أسباب تكوينها إلى عاملين:
أولاً: المخاطر والتحديات الهائلة التي تحيط بالأمة العربية، والمتمثلة في الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، والاغتصاب والعدوان الصهيوني المستمرين على الشعب الفلسطيني، ومشاريع إعادة رسم خريطة وطننا العربي، وآخرها مشروع الشرق الأوسط الكبير لذلك طالبت الحركة بحشد كافة الجهود لمواجهة شاملة على كل المستويات السياسية والثقافية والحضارية حفاظاً على الوجود العربي والعامل الثاني هو أن الاستبداد الشامل في حياتنا الذي أصاب مجتمعنا يستلزم إجراء إصلاح شامل سياسي ودستوري يضعه أبناء هذا الوطن وليس مفروضاً عليهم تحت أي مسمى.
ثاني هذه الحركات هي جمعية الأمهات المصريات وقد ظهرت هذه الحركة المعارضة غير المعروفة بعدما جرت اعتداءات على الصحفيين والمثقفين خلال تظاهرة الاعتراض على الاستفتاء على تعديل الدستور المصري في 25 مايو 2005، وحرصت هذه الحركة على نفي علاقتها بحركة (كفاية)، وشددت على أنها ليست حركة سياسية وقد دعت هذه الحركة المصريين لارتداء السواد يوم 1 يونيو 2005 كنوع من الحداد والاحتجاج على ما حدث من اعتداءات خصوصاً على الصحفيات والمحاميات في يوم الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور المصري.
وثالث هذه الحركات هي حركة الشارات البيضاء وقد ظهرت بالتوازي مع ظهور جمعية الأمهات المصريات ودعوتها إلى الاحتجاج السلمي إزاء ما تعرضت له صحفيات مصريات من اعتداءات حيث أطلقت ثلاث سيدات حركة أخرى عرفت باسم (الشارات البيضاء) ودعت الحركة الشعب المصري إلى ارتداء شارات بيضاء أثناء تجمعهم أمام مبنى نقابة الصحفيين، وأوضحت الحركة أن ارتداء هذه الشرائط يعبر عن أسفنا لما تعرضت له صحفيات وناشطات من تحرش، وطالبت بضرورة أن يكون هناك اعتذار رسمي من قيادة الحزب الوطني (الحاكم) ومن وزارة الداخلية.
ورابع الحركات الوليدة التجمع الوطني للتحول الديمقراطي وقد نشأ هذا التجمع المعارض الأكبر بجانب حركة (كفاية) بعد إعلان عدد من السياسيين والمفكرين والأكاديميين عنه يوم 4 يونيو الجاري، موجهين نداء لكافة القوى الوطنية للانضمام إليه من أجل تشكيل (جبهة وطنية) تتوافق حول رؤية إستراتيجية للتغيير السياسي في مصر تشمل وضع دستور جديد للبلاد.
وترجع أهمية هذا التجمع الجديد إلى أنه يضم عدداً من الرموز والمسؤولين السابقين والأساتذة والخبراء في الاقتصاد والتعليم والدبلوماسية والإعلام والقانون، يقودهم الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق (80 عاماً) والأهمية الأخرى لهذا التجمع أنه أطلق نداء لكافة القوى الو طنية المصرية للانضمام إليه، كما قرر تكليف (لجنة تنسيق) مكونة من عدد محدود من الرموز بالاتصال بممثلي كافة التيارات السياسية المصرية لاستطلاع رأيها حول أنسب السبل المتاحة لتشكيل (أوسع جبهة وطنية ممكنة تكون قادرة على الاضطلاع بالمساهمة الفاعلة في وضع رؤى إستراتيجية للتحول الديمقراطي في مصر)، وتمهد بعقد مؤتمر عام للقوى الوطنية والديمقراطية يتولى تشكيل (هيئة تأسيسية ممثلة لجميع التيارات).
وخامس هذه الحركات حركة صحفيون من أجل التغيير التي نشأت بعد اعتصام مجموعة من الصحفيين بمقر النقابة احتجاجاً على الاعتداء على عدد من الصحفيات يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري الأخير، ثم تم الإعلان عنه يوم 4 يونية الجاري.
ولم يتوقف الحد عند ميلاد حركات داخل مصر بل إن هناك أشخاص مصريين يعيشون في الخارج كونوا أيضاً حركات سياسية إصلاحية مثل جبهة إنقاذ مصر التي تأسست في لندن في إبريل الماضي من مجموعة صغيرة من المصريين الذين يعيشون في لندن منهم أسامة رشدي (متحدث سابق باسم الجماعة الإسلامية) وأحمد صابر (رجل أعمال) وأشرف السعد (صاحب شركة توظيف أموال) وقد حددت هذه الحركة برنامجها وفقاً لتصريحات مؤسسيها في الإصلاح السياسي والدستوري الشامل في مصر والمطالبة بالديمقراطية، وأكدت على أنها ستكون حركة سلمية تسعى للتغيير عبر الوسائل الديمقراطية وتنبذ كافة أشكال العنف.
وحركة أخرى تحمل اسم جمعية مصر الديمقراطية وقد ظهرت هذه الحركة في لندن أيضاً وأصدرت حتى الآن قرابة 10 بيانات تطالب بالإصلاح والديمقراطية وتخاطب المصريين بعبارة (أختي المواطنة.. أخي المواطن) وترفع شعار (عاشت مصر بلادي حرة.. مستقلة) وحددت هذه الحركة مطالبها في تعديل الدستور بما يحقق إقامة نظام برلماني حر ويضمن انتخابات حقيقية لمنصب رئيس الجمهورية وتحديد صلاحياته غير المحدودة، وإيقاف العمل بقانون الطوارئ إيقافاً نهائياً وفورياً وإلغاء كافة المحاكم والقوانين الاستثنائية المقيدة للحريات، وإجراء انتخابات حرة نزيهة تعبر عن إرادة الشعب وحريته في اختيار ممثليه في مجالس الشعب والشورى والمحليات تحت إشراف قضائي كامل، ومحاسبة المسؤولين عن البطالة والفساد.
وعلى صعيد آخر فقد نشأت حركات أخرى مؤيدة للرئيس مبارك تناشده أن يرشح نفسه لولاية جديدة وكان أول هذه الحركات حركة (مش كفاية) وهي أول حركة مؤيدة للرئيس مبارك في هذا الشأن تظهر للعلن - ولكن بدون إعلان تأسيس رسمي - وهي حركة للرد على الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وقد ردد أنصار الحركة شعارات حماسية يطالبون فيها مبارك بالاستمرار في الحكم لفترة رئاسية أخرى وركزوا على شعار (مش كفاية.. مش كفاية.. معاك يا ريس للنهاية).
أما الحركة الثانية المؤيدة لمبارك فهي حركة الاستمرار من أجل الازدهار حيث أعلن يوم الأربعاء الأول من يونيو الجاري عن تأسيس أول حركة رسمية لتأييد ومناصرة الرئيس مبارك وطالبت في أول بياناتها بضرورة استمرار مبارك في الحكم وحذرت من عواقب وخيمة رأت أنها ستحدث في حالة تركه الحكم قائلة: (سيحل الخراب والدمار والتخلف بالشعب المصري).
وهناك حركة ثالثه مؤيدة للرئيس مبارك تحمل اسم جماعة مبارك وقد اسسها أحد شيوخ القبائل بمنطقة قناة السويس بعيداً عن صخب القاهرة وتضم الحركة عدد من أعضاء الحزب الوطني الحاكم في إقليم القناة وقد نفى المؤسسون في بيانهم التأسيس أن يكون للحزب الحاكم أدنى علاقة بحركاتهم وإنما جماعة مبارك نبعت من ضمير الشعب المصري الرافض للدخلاء على الوطن على حد وصفهم. وتتوقع الأوساط السياسية في مصر إلى زيادة هذه الحركات إلى الضعف مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر عقدها نهاية العام الجاري.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved