كنت يوما قاعدا في شرفة المنزل، إنها تطل بسخاء على أمواج البحر الساحرة وهي تغدو وتدنو، صباح جميل يكتسي بهاء الزرقة،.. لقد غطت عيناي بكامل محيطها وأحداقها معانقة المياه الهادرة،.. أقبل نور الشمس الذي يشق حبال الظلمة.. استنار الكون.. وصفا الجو.. فقلت والمنظر البديع يختلجني: ما هذا الجمال الحالم؟!.. كأنني بهذا الإبداع الطبيعي والمستوحى من إثارة ونقاء الطبيعة عروس اجتاحتها محاسن الأناقة المثيرة، يلف خصرها المشدود بأروع الألوان الملفتة.. شفاهها أصبحت تكتنز حمرة غروب الشمس، إن الأمر يدنو ويقترب من الأحاسيس المفرطة، ذات المشاعر الصادقة، والمتدفقة من أوردة القلب،.. عجبي؟!! مال هذا المخلوق المتناسق الذي احتل كل فؤادي؟!!.. إنه يزيد من خفقان قلبي، وارتعاشة جسدي، وشرود أفكاري بالرغم من محاولاتي اليائسة في اللملمة، هاه.. لقد أبصرت عيني عود موز يتثنى في بهو حجرتي، انتقل الآن بؤبؤي البائس الذي أضناه مشاهدة أجمل ما خلق ربي إليه ليحتويه.. تحولت كل حواسي إليها.. إنها نصفي الثاني ومحط آمالي.. والثمرة التي سأقطفها بعد طول انتظار.. نظرت إلي بعينها الناعسة الناعمة ذات الحور،.. يا لهذه الفظاعة!!.. إنني أتوه داخل شحمة عينها، أحاول مرات تلو مرات أن أظهر رباطة جأشي، وأفاجأ.. إذا بها تفتح باب قلبها لتكبلني بشرايينها داخل دهاليز خافقها، إنها تضيف الإقفال علي وزيادة الأغلال، ثم حرصت على غرس بذور المودة والعشق الأزلي أسقتني من صافي حنينها، غمرتني بودها اللعوب، تداعبني كبراءة الأطفال.. وتحاصرني بلغة المبدعات المخلصات.. عند ذلك أدركت وسلمت وفي تو اللحظة أنني أصبحت ملكا لها تتحكم في كيف تشاء.. إنها قلبي وعقلي وعيوني وجميع حواسي،.. لذا فضلت وسأظل هكذا على الدوام أحرص على إقفال شرفة حجرتي ذات الأحداث الفرائحية الزاهية لأصبح وحيدا في ميادين حبك، غريبا في مدائنك، أسيرا في وحدتك،.. إني.. إني.. لك.. لن أذهب لسواك.. سأتخلى عن كل كبريائي الذي توارى منذ رؤياك!!
|