ضياع
راح يتشبث بالمقاومة التي أخذت تضعف وتضمحل بعدما تسرب إليها التشتت وفقدان التركيز الذي ادخل عقله في دائرة الهلع والخوف وصار خيال النهاية يرسم له خطوة بخطوة حاول البحث عن طوق النجاة لكن طاقة جسده بدأت تنزف فأسره وقيده البطء وخارت قواه وسقط على الأديم واستل سلاحه الأخير فأطلق من لسانه ذخيرة لفظية أردت صداها إليه لتخبره أنها سراب صوته، فقد الأمل وصار التراب ينهال على جسده بفعل الرياح ليمحي صورته من هذه الحياة ويعود به إلى أصل خلقه. *** لوم
عاد ورسم المشهد من جديد وراح يغرق في تفاصيله يحاول البحث بشدة عن النجاة من الحسرة والندم التي تحاول أن تغرقه فكانت مجاديف أفكاره تقاوم تلاطم قوة الموقف لفكره وهو يريد أن يرسي إلى مرفأ الحقيقة فيهدأ أحيانا وتغمره الطمأنينة عندما يلوح في الأفق يابسة التبرير لكن سرعان ما تهب عاصفة فكرة من جديد عندما يتحول الوصول إلى القناعة مجرد سراب، ولكنه أخيرا فك مرساة نفسه معلنا أنه مثل بقية البشر يقع في الخطأ.
عبدالله سليمان الطليان / الخرج |