في مثل هذا اليوم ثار بركان جبل بيناتوبو في الفلبين بعد أكثر من أربعة قرون من الهدوء. وجاءت ثورة البركان الفلبيني هائلة حيث أطلق أكثر من خمسة مليارات متر مكعب من الحمم البركانية التي غطت مساحات شاسعة من المناطق المحيطة به، وأدت إلى تكون عمود من الحمم يمتد لمسافة تزيد على ثمانية عشر كيلومترا. كما أسفرت ثورة البركان عن مقتل 847 شخصا التهمتهم الحمم بعد أن سقطوا في فخ طوفان اللهب المنطلق من البركان. كما أصيب 184 شخصا واعتبر 23 شخصا في عداد المفقودين. واضطر أكثر من مليون شخص إلى ترك بيوتهم في المناطق المحيطة بالبركان فتحولوا إلى لاجئين في دولة لا تستطيع أن توفر المأوى لمليون شخص مرة واحدة خاصة أن الفلبين من الدول الفقيرة. وبلغت الخسائر المادية للثورة البركانية مئات الملايين من الدولارات ممثلة في عشرات الآلاف من المنازل ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي دمرها البركان تماما. وقد قدرت المنظمات الحكومية وغير الحكومية تكاليف إعادة بناء ما دمره البركان بمئات الملايين من الدولارات وسبع سنوات من التعمير المستمر. ورغم التعهدات الدولية بتقديم مساعدات عاجلة للفلبين للتغلب على الكارثة فإن الأمر انتهى إلى لا شيء تقريبا كما هو الحال دائما في أغلب الكوارث الطبيعية حيث تسارع الدول الغنية وتتعهد بتقديم مساعدات ضخمة لمنكوبي هذه الكوارث ولكن ما أن يمر بعض الوقت حتى يجد هؤلاء الضحايا أنفسهم في مواجهة مصير مظلم. ويقال إن ثورة بركان الفلبين أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة في كل من روسيا وأمريكا الشمالية بمقدار درجة واحدة سيلزيه. وقد أجمع الخبراء على أن ثورة بركان جبل بيناتوبو هي الأعنف والأشد تدميرا خلال القرن العشرين.
|