مدخل: تقول العرب: (العرق دساس) المتمعن بهذا المثل يجد أنه ينطبق على كل شيء متماثل وليس العرق المتمثل في النسب البشري فإن من يجالس أهل الخير يكتسب منهم ما يحببه بالخير ومن يجالس أهل العلم يكتسب علماً.. وفي الأحاديث قرأنا عن نافخ الكير وحامل المسك وأثرهما على من يقترب منهما. ومن يجالس الجهلة ينحدر الى حضيض الجهل وكذلك من يرافق إخوان السوء. وفي كل هذا ينطبق المثل آنف الذكر (العرق دساس) ويقول الشاعر العربي:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي |
ويقول المثل العامي: (الجليس يدرك) أي: يؤثر على جليسه لينهج نهجه. أتذكر هذا كله عندما استعرض نهج بعض شلل الصحافة الشعبية وألاحظ استماتتهم للظهور مهما كان الثمن لأن ساحة الشعر الشعبي أسهل الطرق للشهرة.. حتى الفاشلين في المجالات الأخرى يجدون العوض في هذه الساحة المظلومة. وهذا ما جعل المخرج عبدالكريم السيف يتجرأ ليطلب من التلفزيون الموافقة على إعداد وإخراج برنامج شعبي على الهواء وجرأته قد تكون محاولة لا أحد يعترض عليها لكن المؤسف أن القناة الأولى قد وافقت على طلبه وكلف بإعداد وإخراج ذلك البرنامج الذي أصبح (أضحوكة) لدى كل من يعي معنى الأدب الشعبي وقد فضح ذلك مركز تلفزيون القصيم عندما أعدت من خلاله حلقة ناجحة أعدها وقدمها الزميل محمد السبيل وتوقعنا أن يدرك المسؤولون في القناة الأولى الفرق ويعدلوا وضع ذلك البرنامج لكن الأمر استمر مع أن السيف قد عمل مخرجا تلفزيونياً لمدة ثلاثين سنة ولم يتميز بأي برنامج تولى إخراجه وجاءت المكافأة له بأن أعطي الضوء الأخضر للإساءة لأدبنا الشعبي من خلال تخبطه في ذلك البرنامج إعداداً وإخراجاً.. أحد الخبثاء علق قائلاً: لو وجد من هو أكثر فشلاً في المجال الإعلامي من عبدالكريم السيف لولي ذلك البرنامج إخراجاً وإعداداً وتقديماً لأن أدبنا الشعبي لا يساوي شيئا في نظر القائمين على القناة الأولى.. والدليل استمرار برنامج الساحة الشعبية بتخبطه المخجل. فاصلة
(اعط القوس باريها) آخر الكلام
الزجل والشعر متساو في عُرف من يجهل عروضه |
وعلى المحبة نلتقي
|