لا.. للعنف ضد الأطفال
عائشة سعد القحطاني/ مشرفة تربوية - رياض أطفال - الرياض

العنف ضد الأطفال داخل بيوتنا أصبح وباءً يهدد الأسرة والمجتمع.
والعنف وراءه والدان غير سويين نفسياً، فالوالد شديد حيث إنه كان ضحية عنف مماثل في طفولته،
فالطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، ففيها تشتد قابليته للتأثر بالعوامل المختلفة التي تحيط به؛ مما يبرز أهمية هذه المرحلة في تكوين الشخصية بصورة تترك آثارها فيه طوال حياته.
وتعرض الطفل في هذه المرحلة لنقد جارح وتقريع وعقاب بدني وقسوة في التعامل تولد طفلاً مشوهاً نفسياً مضطرباً وناقماً غير قادر على مواكبة الاعتبارات السلوكية السائدة في العائلة والمجتمع، وينعكس ذلك على تصرفاته في الكبر ضد أطفاله، ويعمد إلى تشويههم نفسياً وجسدياً نتيجة طفولته البائسة.
فالعقل البشري يتمتع بقدرة هائلة على الاحتفاظ بملايين المعلومات التي تدخل إليه منذ الطفولة وتكون محفورة في الذهن، مع أن الشخص يعتقد أنه نسيها.
لذا من الأهمية الاعتناء بهذا الجانب من المشكلة، وإيجاد التوعية والعلاج لهذه الفئة من الوالدين.
علينا أن نكون أكثر جرأة مما نحن عليه الآن في مناقشة مشاكلنا التي تتعلق بالأسرة؛ حيث ما زلنا نغض الطرف عن الأخطاء التي تحدث أمامنا، يُقيدنا الخجل من جرح الآخرين وتعرية عيوبهم.
فالتعاون بين الجميع بالتبليغ عن العنف ضد الأطفال سيمكن من السيطرة على المشكلة إلى حد ما.
علينا أن ندرك كمجتمع يسعى إلى السيطرة على ما أفرزته الحضارة الحديثة من صراعات نفسية ومتغيرات اجتماعية نتج عنها مظاهر سلوكية أثرت على العلاقات الأسرية حجم المشكلة ومدى تأثيرها على الإنسان فكراً وسلوكاً ومواجهتها فعلياً.