Wednesday 15th June,200511948العددالاربعاء 8 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

غياب الأساسيات الفنية والعلمية اللازمة لعمليات التخطيط للتعليمغياب الأساسيات الفنية والعلمية اللازمة لعمليات التخطيط للتعليم
د. سعد بن سعود آل فهيد /مدير عام التخطيط /وزارة التربية والتعليم

يواجه مخططو التعليم - وعلى الأخص في الدول النامية - صعوبات عديدة في عمليات التخطيط وما يبذلونه من محاولات في وضع الخطط التعليمية أو متابعة تنفيذها. وتشكل هذه الصعوبات تحديا بالغ الأثر في ضعف إحراز تقدم واضح في تخطيط التعليم على أسس علمية سليمة ومتكاملة. وعلى الرغم من أن الدول المتقدمة ما زالت تواجه كثيرا من تلك التحديات إلا أن ما تملكه من إمكانيات بشرية ومادية هائلة يجعلها أكثر قدرة على حل ما يصادفها من مشكلات والتغلب على ما يجابهها من تحديات في هذا الصدد. ويمكن تلخيص أهم تلك المشكلات فيما يلي:
1- نقص البيانات والإحصاءات الأساسية اللازمة للتخطيط التعليمي
أ- البيانات السكانية، من الصعوبات بمكان وضع أي خطة للتعليم دون أن يتم إمداد القائمين على وضعها بالبيانات السكانية كتعداد السكان، وتوزيعهم تبعاً للسن والجنس، وتقدير الزيادة المتوقعة في تلك البيانات، والإحصاءات الأساسية اللازمة لوضع الخطة، إلى غير ذلك من البيانات الديموجرافية.
ب- بيانات تتعلق بالقوى العاملة وتوزيعها طبقا للمهن والقطاعات الاقتصادية وطبقا كذلك للسن والجنس. ومن المهم أن يتم توفير هذه البيانات عبر فترات زمنية متسلسلة ومعقولة حتى يمكن استنتاج الاتجاهات التي تأخذها التغيرات السكانية أو التغيرات التي تحدث في تركيب القوى العاملة.
ج- بيانات وإحصائيات تتعلق بالاقتصاد الوطني مثل الدخل الوطني، ومعدل الزيادة في الإنتاج، وتراكم رأس المال، ومعدلات التغير في الإنتاجية وغير ذلك.
د- بيانات وإحصائيات أساسية تتعلق بالتعليم مثل أعداد التلاميذ المقيدين بالسنوات (بالصفوف) المختلفة، والخريجين من مختلف مراحل التعليم عبر تسلسل زمني معين، بالإضافة إلى إحصائيات تتعلق بأعداد المدرسين ونسب التسرب وتكلفة التلميذ الواحد في المراحل التعليمية المختلفة، وغير ذلك من الإحصاءات الأساسية الخاصة بالتعليم.
هـ- المؤشرات التعليمية الدالة على حالة النظام، وموقعه من الأنظمة التعليمية الأخرى.
2- ندرة الخبراء والأفراد المدربين على التخطيط التعليمي
أ- يمثل نقص الأفراد المدربين للقيام بعملية التخطيط مشكلة أخرى يواجهها المسؤولون عن التخطيط التعليمي، إذ لا يوجد في كثير من الدول مؤسسات تعليمية تتولى مهمة إجراء الأبحاث والدراسات الخاصة بالتخطيط التعليمي، أو تقوم بتقديم برامج تدريبية ومناهج خاصة به. ولما كان مفهوم التخطيط التعليمي مفهوماً جديداً (بالنسبة لنا على الأقل)، كما أنه ليس دراسة تخصصية أو أكاديمية بالمعنى المعروف، بل هو عمل جماعي تقوم به مجموعات من الأفراد من ذوي الاختصاص في مجالات مختلفة، لذا لم يجد له مكاناً مناسباً حتى الآن في مناهج جامعاتنا.
ب- وتتمثل حاجتنا إلى برامج للتدريب على التخطيط التعليمي في نوعين اثنين:
1- برامج طويلة المدى: تمتد لمدة سنة مثلاً، حيث يتم خلالها تدريب عدد قليل من كبار العاملين في أجهزة التخطيط بالوزارة، كما يتم تزويدهم بخبرات عميقة في أسس التخطيط العام والتخطيط التعليمي وما يتصل بذلك من مبادئ الإحصاء التربوي والإسقاطات والتمويل بحيث يصبحون قادرين على القيام بعمليات التخطيط ووضع خطط التعليم.
2- برامج قصيرة المدى لصغار الموظفين العاملين في أجهزة التخطيط التعليمي تستمر لعدة أسابيع. فلا يكفي للقيام بالتخطيط التعليمي إعداد مجموعة صغيرة من المسؤولين الكبار مهما كانت درجتهم من القدرة والكفاءة، إذ لا غنى لهذه المجموعة القائدة عن صف ثانٍ من الموظفين المؤمنين بأهمية العملية التخطيطية، والملمين بأسسها وأساليبها حتى يتهيأ الجو المناسب للتخطيط التعليمي. وقد يكون من الضروري أن يشترك في تدريب هؤلاء عدد من الخبراء ممن لهم معرفة وثيقة وخبرة جيدة بعمليات التخطيط في الدول الأخرى المتقدمة في مجالات التخطيط.
3- انخفاض مستوى الوعي التخطيطي
لعل من أهم العوامل المؤدية إلى فشل خطط التعليم عدم وجود وعي تخطيطي بين المسؤولين عن وضع تلك الخطط، أو بين المسؤولين عن تنفيذها ومتابعتها، أو المستفيدين من التخطيط التعليمي.
4- تغير الظروف والأحوال قبل الانتهاء من إعداد الخطة أو أثناء تنفيذها
يتجه التخطيط للتعليم بطبيعته إلى أن يكون تخطيطاً طويل المدى، ولما كانت المجتمعات الحديثة تتميز بدوام التغير وسرعته، فإن الفروض والأسس التي قامت عليها الخطة التعليمية قد تصبح غير ذات موضوع قبل الانتهاء من وضعها أو أثناء تنفيذها، ولا شك أن ذلك يفضي إلى إيجاد مشكلات كثيرة للقائمين بالتخطيط التعليمي.
5- محدودية المخصصات المالية المطلوبة لتنفيذ الخطة
من أخطر المشكلات التي يواجهها المخطط مشكلة توفير المخصصات المالية المطلوبة للصرف على خطة التعليم، وترجع هذه المشكلة أساساً إلى العاملين التاليين:
* ارتفاع معدلات تكلفة التعليم.
* ازدياد الحاجة إلى التوسع في التعليم.
وفي ضوء هذين العاملين يتبين لنا أن تحقيق احتياجات التعليم سيؤدي إلى زيادة كبيرة فيما يجب تخصيصه للتعليم.
6- القصور في توافر القوى البشرية لتنفيذ الخطة التعليمية
يشكل نقص القوى البشرية اللازمة لتنفيذ خطط التعليم ومتابعتها مشكلة كبيرة للقائمين على تنفيذها، ذلك أن تنفيذ خطط التعليم غالباً ما يتطلب إعادة تأهيل المعلمين وتدريبهم على الأعمال الجديدة التي تتطلبها الخطة، مما يستلزم بالتالي توافر أجهزة على درجة عالية من القدرة والكفاءة لتتولى مهمة الإعداد والتدريب. إضافة إلى أن تحقيق النمو الكمي في الاستيعاب وتحقيق الإلزام في التعليم الأساسي مثلا يتطلب توسعاً مسبقاً في أعداد المعلمين.
7- القصور في أساليب التنبؤ والدراسات المستقبلية
تعتمد عمليات التخطيط على الإسقاطات (التوقعات السليمة) والدراسات المستقبلية. وبقدر ما تكون كفاءتها تتحدد كفاءة الخطط. وتمثل التوقعات والدراسات المستقبلية القائمة على المنهج العلمي الصحيح واحداً من التحديات التي تواجه المخطط التربوي نتيجة لندرة المتخصصين في هذا النوع من الدراسات، وصعوبة توخّي الدقة فيها، وحاجاتها إلى توفر الكثير من البيانات والمعلومات عن الفترات الماضية التي يمكن الاعتماد عليها في إجرائها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved