أضواء
الفرز الطائفي في الانتخابات اللبنانية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أعادت الانتخابات اللبنانية التشريعية لبنان إلى حالة الفرز الطائفي، وباتت الأوضاع تشير بوضوح إلى العودة إلى الوراء، بحيث أصبح تقسيم الشخصيات والرموز السياسية وكذا المناطق إلى تمثيل طائفي لا تخطئ العين في تمييزه.
وإذا كانت انتخابات بيروت قد كرَّست سعد الدين الحريري كرأس للطائفة السنية، فإن انتخابات الجنوب قد أوضحت تكريس الزعامة الشيعية في تحالف حزب الله وحركة أمل، أما انتخابات الجبل والمتن فأبرزت الجنرال ميشيل عون كرأس للطائفة المسيحية، وثبَّتت وليد جنبلاط كزعيم للطائفة الدرزية. وفي انتظار انتخابات طرابلس التي ستؤثِّر نتائجها في تعزيز الزعامة السُّنية أو تقلُّصها، كما هو الحال بالنسبة للزعامة المسيحية التي لها أهمية أكثر وتأثير أقوى على الطائفة المسيحية، وتحديداً لمعرفة الرئيس اللبناني القادم، على اعتبار أن الرئيس لا بدَّ أن يكون من الطائفة المسيحية المارونية بالتحديد. ولذا فإن انتخابات الشمال (طرابلس) ربما تعزِّز الزعامة السُّنية لسعد الدين الحريري إذا ما فازت الكتلة التي يساندها. ولكن هذه الانتخابات، وبخاصة في دائرة زغرتا، ستترك تأثيراً أقوى على الزعامة المسيحية إذا ما فازت كتلة الجنرال ميشيل عون التي يرأسها الوزير السابق سليمان فرنجية في مواجهة ابن عمه المفكِّر سمير فرنجية، وهذا الأخير إذا ما فاز فإنه سيشكِّل خياراً كمرشح لرئاسة لبنان في مواجهة الجنرال ميشيل عون؛ لأن سمير فرنجية سيكون مرشح كل الكتل السياسية اللبنانية في مواجهة كتلة الجنرال ميشيل عون الذي سيكون المرشح الماروني الوحيد إذا ما أُزيح سمير فرنجية في انتخابات الشمال القادمة, مثلما أُزيح قبل ذلك في انتخابات الجبل والمتن الزعماء الموارنة المعتدلون نسيب ولحود وفارس سعيد.
عموماً، وكما بدأنا، فإن انتخابات لبنان الحالية قد كرَّست نتائجها الزعامات الطائفية, وأوضحت تمترس الطائفيين المسيحيين خلف زعامة الجنرال ميشيل عون، مثلما تمترس قبلهم السُّنة خلف سعد الدين الحريري، والدروز خلف جنبلاط، والشيعة خلف نصر الله وبري.