قلّ في عصرنا هذا من يستطيع وصف السحاب ولا حتى بعض أسمائه كالمزن والرباب والطها، والجزع وغير ذلك مما هو مدون في كتب اللغة والمعاجم. ومثل أنهم لا يعرفون وصف السحاب فهم لا يعرفون وصف المطر.. بينما واقع الحال يؤكد على أن تكون لهم ثقافة في معرفة بعض الظواهر الجوية، وذلك بمجرد قراءة بعض كتب التراث التي يوجد بها إشارات إلى ذلك. في كتاب (المطر والرعد والبرق والريح) لابن أبي الدنيا البغدادي المتوفى عام 281هـ قال: (حدثني محمد بن عباد حدثني أبي أبو بكر الهذلي قال: خرج رجل منا من هذيل يرعى غنيمة له وقد ضعف بصره، ومعه ابنة له فقال لها: إني لأجد ريح المطر، فانظري إلى السماء كيف ترينها؟ فقالت: أراها كأنها تربان)، (معزى هزلي قال: ارعي واحذري. ثم قال لها: انظري كيف ترينها؟ قالت: أراها قد ابيضت وقربت وسطحت فكأنها بطن حمار أصحر. قال: انجي ولا منجي لك. قال: فأخذتهم السماء بشيء. قال: فلجأ إلى كهف جبل فدخل هو وابنته). وإلى مثل هذا الوصف للسحاب قال الشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص:
دان مسف فويق الأرض هيدبه يكاد يدفعه من قام بالراح |
|