* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور: ما بين الكتاب المطبوع والكتاب الالكتروني أحاديث كثيرة جرت في نهر القراءة ففي الوقت الذي يواجه فيه الكتاب المطبوع تحديات كبيرة ويشكو قلة الإقبال عليه وجفاف نهر القراءة بشكل عام يأتي الكتاب الالكتروني ليزيد مأزق الكتاب المطبوع إلى الدرجة التي يقول عنها البعض: ان المكتبات العامة ستصبح مجرد متاحف للكتب المطبوعة ورغم صعوبة تحقيق هذه النهاية على الاقل في الوقت الحالي الا ان طغيان وانتشار تقنية النشر الالكتروني يشير الى ذلك ويعمق مأزق هذا الكتاب المطبوع وفي خطوة يراها الأدباء والمثقفون انها تصب في هذا الاتجاه قرر مجموعة من الكتاب مواكبة التطور التكنولوجي المتسارع وانشاء اتحاد خاص بكتاب الإنترنت لحمايتهم من السرقة وتشجيع الادباء الذين مازالوا يرهبون التعامل مع الكتابة الالكترونية. وقد تم انشاء الاتحاد بالفعل واختير لرئاسته الكاتب الاردني محمد سناجلة واختير الشاعر المصري احمد فضل نائبا للرئيس والدكتور هيثم الزبيدي رئيسا لقسم النشر الالكتروني والقاضي مفلح العدوان امينا للصندوق وباريهان قمعة رئيس قسم الإنترنت والعلاقات الدولية ويقوم المؤسسون حاليا بإجراء الاتصالات مع عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ليكون الاتحاد الجديد تحت مظلة جامعة الدول العربية. ودافع شيلول عن فكرة الاتحاد الجديد بقوله: اننا نعيش العصر الرقمي الآن ولذلك وجدنا انه يجب ان يكون هناك نوع من التنبيه والدعاية لهذا العصر والحرص على ان يتعامل كل الكتاب مع الشبكة العنكبوتية فالمستقبل الآن اصبح للنشر الالكتروني وفي القريب سوف ندخل العالم الرقمي سواء رضينا ام لم نرضَ وسيختفي الكتاب المطبوع. تحديات وتغيرات
الحديث عن اختفاء الكتاب المطبوع يثير الفزع لدى القراء المحبين له الذين يجدون متعة ما حسب قول الناقد الدكتور مدحت الجيار في الامساك بالكتاب الورقي في أيديهم وتصفحه وقراءته لذا والكلام ل(الجيار) لن يختفي الكتاب المطبوع رغم طغيان وانتشار تقنية النشر الالكتروني. وأكد الدكتور محمد صابر عرب رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية أننا نعيش في أزمة عامة والكتاب جزء من ازمة كبيرة اقتصادية وتعليمية وثقافية فنحن فقدنا فكرة ثقافة القراءة واضاف في سياق حديثه عن مستقبل الكتاب المطبوع التحديات والمتغيرات في ندوة أقامتها هيئة الكتاب: ان الكتاب كان في حقبة الستينيات جزءا هاما وفكرة في برنامج كل بين وكانت الدولة بكل توجهاتها تدعم مشروع الكتاب وكان حجم النشر كبيرا اذا كان الكتاب جزءا من ثقافة المدرسة فكنا نجد حصة القراءة الحرة التي تساعد على تنمية حب القراءة اما الآن فنجد المدرسة قد أهملت حصة القراءة وكل ما له علاقة بتبسيط حب المطالعة.وأضاف أن حل المشكلة ليس في خفض سعر الكتاب لاننا نقوم أحيانا في دار الكتب بطبع كتب جذابة وبأسعار مخفضة جدا لكن لا يوجد إقبال عليها وحول ظاهرة التزاحم الشديد في معرض الكتاب قال عرب ان التزاحم برأي ليس من اجل الكتاب لأن الكتاب آخر ما يعنيي به الناس وقد ادى تراجع مكانة الكتاب في مصر إلى تراجع دورها الثقافي وقد فقدت الدولة مليارات الجنيهات عندما نظر إلى الكتاب على أنه مشروع اقتصادي فالكتاب هو الدعامة الأساسية للتنمية. ومن جانبه يرى الدكتور ناصر الأنصاري رئيس الهيئة العامة للكتاب انه لم يعد يستخدم الاطفال في أمريكا الأقلام في الكتابة لانهم تعاملوا مع الحاسب قبل ان يمسكوا بالقلم وهذا هو التطور الطبيعي للامور والكتاب المطبوع عمره 500 عام وكل يوم تظهر وسائل جديدة لنشر الكتب وقال: انه رغم ان هذه المشكلة ليست مطروحة اليوم بشكل ملح الا ان الكتاب الالكترني سوف يفرض علينا ذلك. ويرى الأديب الناقد ادوارد الخراط ان القضية ليست في الكتاب المطبوع او الكتاب الالكتروني ولكن في قلة وندرة الاقبال عليهما وخاصة الكتاب الأدبي ويضيف الخراط: رغم ان الكتاب الالكتروني يتمتع بنسبة عالية من المشاهدة نظرا لكونه أصبح متاحا لمتصفح الانترنت مثلا الا أنه لا يحظى بالقراءة الكافية أيضا ولذا فإن محبي القراءة يفضلون حتى اليوم الكتاب المطبوع ورغم كل ذلك فإن الكتاب بشكل عام لا يحظى بالقبول الجماهيري ويعاني قلة القراءة فالأديب الكبير نجيب محفوظ رغم شهرته الأدبية الواسعة عربيا وعالميا ورغم توافره على الانترنت حاليا لا تحظى اعماله بالقراءة كما ان نسبة توزيع كتبه المطبوعة لا تتعدى الـ500 نسخة وهذا يؤكد عدم الإقبال على القراءة بشكل عام.
|