Wednesday 15th June,200511948العددالاربعاء 8 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "فـن"

الشريط الذي واصل به السندباد (الاحتلال)الشريط الذي واصل به السندباد (الاحتلال)
(الحل الصعب) تمسُّك بالقمة وتصاعد في المبيعات ونجاح لا يجيده إلا راشد الماجد

* رؤية - تركي بسَّام:
عادة ما يرسخ الانطباع العام عند المستمع من أول مرة يستمع فيها أي ألبوم جديد. ولكن في ألبوم راشد الماجد الأخير (الحل الصعب) لا يتولد الانطباع داخلك إلا بعد فترة ليست بالبسيطة، فالأغاني تتغلغل رويداً رويداً. قلتُ لمن حولي الذين أبدوا آراءً سريعة حول الألبوم، سواء كانت إيجابية أو سلبية: تمهَّلوا؛ فالرأي بعد أشهر من طرح الألبوم هو الأقرب إلى الصحة.. ولكن لماذا.. هذا السؤال سنجيب عنه في السطور القادمة.
لا مفاجأة
منذ أن طرح راشد ألبومه وهو لا يحمل أغنية (تفاجئك)، ولكن عدداً كبيراً من الأغاني تعدُّ في خانة الأغاني الجميلة، وهذا مؤشر على أن الألبوم ناجح، ولكن مقدار النجاح لم يكن معروفاً، كما أن الأغاني التي نجحت اختلف المستمعون حولها، وهذا مؤشر آخر على التنوع في الألبوم، وأنه استطاع إرضاء العديد من الأذواق المختلفة. والآن فلندخل في تفاصيل الألبوم ومدى نجاحه لدى المتلقي.
هل نجح الألبوم أم لم ينجح؟ سؤال يتردد ويختصر طريقاً طويلاً على المستمع والقارئ الذي يبحث عن النتيجة، وباختصار شديد فإن الألبوم (نجح)، ولكن هذا النجاح كان في خط تصاعدي بطيء؛ أي أنه لم (يكسر الدنيا) كما هي لغة أهل الفن حينما تم طرحه، كما لم يُجمع الكل على أن هناك أغنية (ضاربة) في الألبوم، واعتقد البعض أن راشد فشل في أن يلفت النظر إلى أغنية قوية كالفلاش، ومع أني كنتُ أؤمن بشدة ذكاء راشد إلاَّ أن عدم وجود أغنية (ضاربة) حيَّرني، ومع ذلك كنت موقناً أنه كان يقصد عدم وجود أغنية من هذا النوع، وعلامات الاستفهام زالت حينما قرأتُ حواراً لراشد يؤكد فيه أنه كان يقصد عدم وجود أغنية (ضاربة)، وأنه اعتمد على التوليفة الجميلة في الألبوم، وعلى تعدُّد الأذواق. بالفعل فراشد الماجد في ألبومه (الحل الصعب) عمد إلى توليفة من الأغاني الجميلة التي تحيِّرك في اختيارها.
واكتشفتُ مدى ذكاء (الماجد الراشد) بعد مضي فترة على طرح الألبوم؛ حيث بدأ تفاعل الناس تدريجياً مع الألبوم، ولا زال في خط نجاح تصاعدي، من المؤكد أنه سيصل إلى (أوجه) مع تزايد درجة حرارة الصيف، وهي المحك الحقيقي لأي فنان يبحث عن النجاح، حيث نكهة المهرجانات والحفلات، وهي الدخل الحقيقي للفنان جماهيرياً ومادياً وإعلامياً. وهناك عدد من الأغاني التي بدأ الجمهور يتنبه لها رغم أن أي ألبوم يُجمع المستمعون على نجاح بين أربع إلى خمس أغانٍ منه فهذا يعني أن الألبوم يسير في الطريق الصحيح، وإذا تعدَّى هذا الرقم فإنه من المؤكد سينال النجاح.
وألبوم (راشد الماجد) أجمع الكثير على وجود عدد من الأغاني الناجحة فيه، وهي: (متكبر علينا) و(يا سلام) و(جاني حبيبي) و(يسلم راسك) و(الحل الصعب) و(نسيناكم) و(تجرحي) و(يومين) من أصل (12) أغنية. وهذا يعني أن الألبوم حقق النجاح المطلوب، هذا بالإضافة إلى أن هناك عدداً من الأغاني تعتبر جميلة، وإن لم يُجمع عليها الكثير.
باختصار شديد راشد اعتمد توليفة جميلة من الأغاني، ولم يعتمد على أغنية ضاربة مثل (العيون السود) أو (مشكلني) أو (الله يازين اللي حضرت)، وحقَّق بذلك معادلة جديدة من نوعها تُحسب في صالحه.
وهذه إطلالة سريعة على الأغاني:
(متكبّر علينا)
كلمات الشيخ نهيان بن زايد، وألحان أحمد الهرمي. وهي عودة إلى الكلمات البسيطة ذات اللحن البسيط والدارج والمحبب لدى الجماهير، مثل هذه الأغاني تصل بسرعة إلى المتلقي، وخصوصاً أنها من النوع السريع، وكان وضعها في أول الألبوم فكرة ذكية من راشد.
(يا سلام)
كلمات سليمان بن شريم، وألحان حمد الطيار. كان راشد ذكياً في ضم هذه الأغنية؛ فهي تمثل تراثاً كدنا نفتقده. كلمات بسيطة ولحن دارج ومعروف، أضاف عليها راشد إحساسه، وتم تعديل كلمات وألحان الأغنية ابتداءً من الطبعة القادمة للشريط بعد اكتشاف كاتبها وملحنها.
(جاني حبيبي)
كلمات ناصر السبيعي، وألحان فهد الناصر. وهذه من الأغاني التي نجحت أيضاً، وكما ذكر لنا (ناصر السبيعي) فهي أول تجربة له في الأغاني السريعة، ونالت النجاح وأحبها الجمهور، على الرغم من وجود مشكلة في الأغنية، وهي أن اللحن والكلمات لا يُوجد بينهما ذاك الانسجام وكأنك تحس وجود (فراغ) بين الاثنين، إلا أن الماجد (سدَّ) هذا الفراغ الواضح.
(تجرحي)
كلمات الأمير سعود بن عبد الله، وألحان أحمد الهرمي. جاءت بعد ثلاث أغانٍ سريعة لكي (تريح أعصابك) مع أغنية مليئة بالإحساس أبدع فيها شاعرها وملحنها الذي لم يفارقه لحن أغنية (شكراً) التي غناها، فكان هناك بعض الجمل الموسيقية المتوافقة، لكنه لم ينقص من نجاح الأغنية، كما أن راشد معروف عنه قدرته على أداء الأغاني الغارقة في الرومانسية.
(يا سلام)
كلمات العاتي، وألحان أحمد الهرمي. هذه الأغنية فيها توجُّه جديد، وهو دمج الكلمة الفصحى مع الشعبية؛ لإضفاء نوع من الشد على المستمع، وهو ما حصل بالفعل.
(الحل الصعب)
أغنية من كلمات مهندس الكلمة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، وألحان د. عبد الرب إدريس. وعلى الرغم من أنها تسرَّبت من سنتين إلا أنها جميلة وتحمل كماً كبيراً من الإحساس. ولعل راشد أبدع في مقدمتها كثيراً.
(عفناك)
كلمات الشاعر مبارك الحديبي، وألحان الراحل طلال مداح. وبالطبع هي أغنية تميل إلى الفلكلور؛ حيث يختلط معها (اللحن الشرقاوي) المعروف. وهذه الأغنية أحبها الجمهور كثيراً، وصوَّرها الماجد مؤخراً مع المخرج عادل الخضر في الإمارات.
(يومين)
كلمات الشاب عبد الله بودلة، وألحان طلال مداح. ويعود راشد فيها إلى الكلمة البسيطة واللحن السريع. وعبد الله بودلة شاعر قادم بقوة ومميز جداً؛ فهو يصيغ الكلمة بشكل محبوب، ويدخل في القلب سريعاً من خلال بساطته التي جعلته مطلب كثير من الفنانين في الفترة الأخيرة.
(نسيناكم)
كلمات شاعر المملكة وألحان أحمد الهرمي. وهي الأغنية الرومانسية التي قام بتصويرها الماجد مع بداية طرح الشريط، وقد أبدع فيها كثيراً، وزاد من (ألقها) تصويرها للكليب الجميل الذي وقعه (أحمد الدوغجي).
(يسلم راسك)
كلمات خالد المريخي، وألحان صالح الشهري. حينما يتعاون هذا الثلاثي راشد وخالد وصالح فإن العمل من المؤكد أنه سيكون ناجحاً، فأغنية (يسلم راسك) تألق فيها راشد بإحساس مختلف لم أعهده منذ زمن، ولعل إحساسه بهذه الأغنية زاد من النجاح. الكلمات من النوع المفاجئ الجميل، واللحن سامري قريب محبب مع تطويره.
هذه الأغنية نجحت بكل استحقاق. وصالح الشهري يظل (مخزوناً) كبيراً للألحان الجميلة، وعودته إلى الماجد بعد طول غياب كان لها الأثر الطيب في نفوس الجماهير.
(دلوعتي)
كلمات محمد الخميساني، وألحان نزار عبد الله. وهذه الأغنية ذات رتم سريع وكلمة فلاش بسيط. بدأ الجماهير في ترديدها لافتةً بذلك انتباههم وحرصهم على سماعها وطلبها كثيراً.
(علمني)
كلمات العاتي، وألحان مشعل العروج. وأجمل ما في هذه الأغنية عودة (مشعل) إلى التعاون مع راشد على الرغم من كلمات الأغنية وتنفيذها (العادي).
نقاط من الألبوم
- حرص راشد في هذا الألبوم أن يكون خفيفاً وسريعاً، وكانت الأغاني السريعة أكثر من الأغاني الرومانسية، ويبدو أن راشد يحضر لألبوم (ثقيل)، وهو ما افتقدناه منذ فترة.
- نال أحمد الهرمي نصيب الأسد في تلحين الأغاني؛ حيث لحن أربع أغانٍ، ولعل أحمد بدأ يفهم راشد كثيراً؛ لذلك فهو يعرف ماذا يريد.
- راشد اعتمد في هذا الألبوم على طريقة الشعبي المطور، وهو أسلوب كان يعمل به سابقاً ثم تركه، لكنه عاد إليه مرة أخرى، ولكن بعمل أفضل.
- بدا واضحاً أن التنفيذ الموسيقي كان في منتهى الروعة والجمال، وهو ما أضفى على الألبوم نجاحاً آخر، وخصوصاً أن التنفيذ تم في عدة عواصم خليجية وعربية، وعالمية أيضاً.
- يبدو أن راشد بات يعرف كيف يسلك طريق النجاح في تقديم الأغاني، وبات يعرف ماذا يريد جمهوره.
- كنتُ أقول لأحد زملائي بعد أن ذكر لي قبل طرح ألبوم راشد أن هناك أربع أو خمس أغانٍ مسربة سيتم طرحها في الألبوم: إن راشد أذكى بكثير من أن يضم كثيراً من الأغنيات المسرَّبة إلى ألبومه، وأي فنان يضم في ألبومه ثلاث أغنيات مسرَّبة فأكثر فهو دليل واضح على عدم امتلاكه الثقة في نفسه، وذلك حرق للألبوم مبكراً، وهو ما لم يفعله راشد.
- الألبوم منذ طرحه لم يحقِّق تلك المبيعات المعهودة، ولكن مع تقادم الأيام زادت المبيعات، ويبدو أن المبيعات في الصيف وبعده، فالأنباء تقول: إن أغاني راشد تحقق تواجداً ملحوظاً في مصر والمغرب ولبنان والأردن.
- على راشد أن يهتم بالتفاصيل في كل شيء، وكان عليه أن يغيِّر صورته التي حملها الألبوم، وهي نفس أجواء الألبوم الماضي.
- كليب (نسيناكم) جاء مميزاً وجميلاً ومحملاً بالمعاني ذات الأبعاد، وابتعد فيه راشد عن مجاميع الفتيات الذي كان شرارة الانطلاق فيها بعد (مشكلتي) ثم (العيون السود)، وواجه فيها حملات انتقاد من (البعض).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved