Wednesday 15th June,200511948العددالاربعاء 8 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

مركازمركاز
حسين علي حسين

لا يوجد بيت سعودي الآن ليس فيه مضارب على الأسهم، فقد احتلت الأسهم مكان المضاربة في العقارات، فنامت الأراضي، وقام حظ الأسهم، حتى إن الشركات الموجودة على الشاشة رأس مالها بضعة موظفين، وبضعة ملايين، ومع ذلك فإنها تتراقص على الشاشة صبحاً ومساءً، مع أنها كانت غارقة في العسل ولا أحد يسأل عنها، ولا تسأل هي عن أحد.. هناك جيوش تحرِّك السوق، وجيوش تتلقى السهام، وأخرى تتلقى الغنائم، وأخرى تلملم ضحاياها، حتى المؤسسات والمدارس والوزارات، أصبحت تفتقد موظفيها - رجالاً ونساءً - في الفترة الذهبية، التي تبدأ من العاشرة وحتى الثانية عشرة ظهراً.. وبعضهم تخلى عن القيلولة اليومية ليلحق بسباق الأسهم من الرابعة والنصف وحتى السادسة والنصف مساءً.
وبفضل الأسهم هناك أناس خرجوا من القاع، وهناك أناس غرقوا فيه، والذي يسقط لا يُسأل عنه، والذي يصعد سيكون محط الأنظار، ومن يدري ربما يظهر لنا غداً فيض من أثرياء الأسهم، مثل أثرياء الطفرة وحرب الخليج، إنها مرحلة ينبغي دراستها جيداً، من جميع النواحي، المادية والاجتماعية، مرحلة قد تحمل الطبقة الوسطى على كتفها وقد تدفنها، هذه المرحلة بدأت تفرز منظّريها الذين يطلّون علينا كل مساء من القنوات الفضائية، ومن تفوته القنوات الفضائية لا يعدم مكاناً في الصفحات الاقتصادية، يبث من خلالها نظرياته وفرضياته عن السوق.
لقد كنت كالأطرش في الزفة عندما جاءت الطفرة في أواخر التسعينيات الهجرية .. ويبدو أنني سأكون كذلك مع طفرة الأسهم، وأرجو الآن من أحبابنا الكُتَّاب المختصين أن يفتونا في ما نراه ونقرأ عنه عن تأثيرات سوق الأسهم، خصوصاً أنها ليست أول هبّة، أو طفرة أسهم تمر علينا، أذاقتنا الأولى الحنظل، وأذاقت الأخيرة الشهد لبعض الناس، والحسرة لأكثرهم!
الإسكان والزواج
عندي رسالة طويلة من الشيخ عبد الله المقبل اليحيى، يتألم فيها من إهمال علاج مشاكل الإسكان، وتأخُّر سن الزواج، ويقول: تعلمون ما يعانيه معظم فئات المجتمع السعودي ذكوراً وإناثاً من أزمة ارتفاع أجور وتكاليف شراء المنازل وإهمال مشاكل هذه الفئات رغم توفر الإمكانات المادية والأراضي وكثرة موارد الدولة وكثرة الأثرياء وتوفر المناخ الاستثماري والعقاري وازدياد الأرباح، وتسهيلات الحكومة الرشيدة للشركات والمؤسسات والتجار.. كل هذا الكلام صحيح يا مولانا، لكن مَنْ يقرأ ومَنْ يسمع؟، هذا هو السؤال، ولو طلبوا منا الإجابة عليه لفعلنا لكنهم لن يطلبوا، فالبنوك تعرف طريقها جيداً، وكذلك رجال الأعمال والأثرياء.. إن في الدول الأجنبية وبعض الدول العربية، بنوكاً تُقدِّم الدعم للشباب، ليس لبناء المساكن، أو شرائها، لكن للزواج أيضاً، وفتح المشاريع وبشروط بسيطة وميسَّرة، أما عندنا فالوضع مختلف، لقد قال أحد رجال الأعمال عندما سألوه.. لماذا لا تبني مجمعات سكنية وتبيعها على الشباب بشروط ميسَّرة وفوائد رمزية؟، قال بالحرف الواحد: نحن تجار ولسنا شؤوناً اجتماعية!
أما المؤسسات المالية والشركات، فلن تختلف رؤيتها عن رؤية أصحابها.. لكننا لن نتوقف عن الأمل والمطالبة.. طالما هناك رجال يذكِّروننا كلما غفونا بمشكلة تتمدد في منازلنا وشوارعنا، دون أن نفعل لحلها شيئاً، أفراداً وشركات ومسؤولين!
كمبيوتر لكل منزل
المبادرة الجميلة التي نشرتها الصحف حول تأمين جهاز كمبيوتر لكل منزل بموجب اتفاق بين شركة الاتصالات السعودية وإحدى شركات الكمبيوتر، أعطتنا أملاً في أن نرى جميع أبنائنا يدخلون إلى مدينة المعرفة، دون عوائق وبتكاليف رمزية، لكن هذه المبادرة ماتت قبل أن يجف حبر الصحف، وآخر ما قِيل فيها إن العملية سوف تتم في بحر ستة أعوام.. ياه!!
ملحوظة: دولة عربية صغيرة وفقيرة في مواردها، طبّقت هذه المبادرة قبلنا، ونفّذتها حالاً بمبلغ رمزي يُضاف إلى فاتورة الهاتف بدون.. ضجيج!!

فاكس 014533173

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved