في مثل هذا اليوم من عام 641 تمكن المسلمون من القضاء على آخر معقل للرومان في مصر بفتح الإسكندرية بعد نحو عام من فتح أغلب مناطق مصر وبخاصة حصن بابليون الذي كان يشكل عاصمة الحكم الروماني في مصر في ذلك الوقت. ولعب عمرو بن العاص أحد أشهر قادة المسلمين في صدر الإسلام دورا رئيسيا في فتح مصر عندما أقنع الخليفة عمر رضي الله عنه بضرورة فتح مصر حتى يتم تأمين الشام التي من الله على المسلمين بفتحه قبل فتح مصر. خرج عمرو بن العاص من (قيسارية) بالشام على رأس قوة صغيرة تبلغ نحو أربعة آلاف جندي في أواخر سنة 639 ميلادية مخترقًا رمال سيناء حتى وصل العريش في ديسمبر 639 وأمضى بها عيد الأضحى، بعد أن فتحها من غير مقاومة، فلم تكن بها حامية للدفاع عنها، ثم غادرها غربًا سالكًا طريقًا بعيدًا عن البحر، وهو طريق كان يسلكه الفاتحون والمهاجرون والسائحون منذ أقدم العصور، حتى وصل إلى مدينة (الفرما) وهي مدينة قديمة، ذات حصون قوية شرقي مدينة بورسعيد الحالية. تقدم عمرو حتى وصل إلى (بُلْبَيْس) في السادس عشر من يناير عام 640 فحاصرها شهرًا حتى تمكن من فتحها بعد قتال شديد مع الروموأصبح الطريق ممهدًا لعمرو لكي يصل إلى رأس الدلتا وحصن بابليون. ضرب المسلمون حصارًا قويًا على حصن بابليون،وقاموا بسلسلة من المناوشات التي أضعفت معنويات المحاصرين، ولم يكد يمضي على الحصار شهر حتى دب اليأس في نفس (المقوقس) حاكم مصر، وآثر الصلح وحقن الدماء، واختار أن يدفع الجزية للمسلمين,وأسرع إلى الإسكندرية مغادرًا الحصن. وبعد مرور عام تقريبا اكتشف المسلمون أن بقاء الرومان في الإسكندرية ذات الموقع الاستراتيجي خطرا على المسلمين في مصر. لذلك اندفعت قوات المسلمين لحصارها ومحاربة الرومان حتى دخلوها في التاسع من يونيو عام 641
|