فشل العدوان الثلاثي على مصر يسقط أنطوني إيدن

في مثل هذا اليوم من عام 1957 دفع رئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدن ثمن مغامرته غير المحسوبة وشنه حربا في غير وقتها ضد مصر بالتحالف مع فرنسا وإسرائيل التي عرفت باسم حرب السويس أو العدوان الثلاثي فقدم استقالته. والمفارقة أن المنطقة العربية هي التي أقامت المجد السياسي لرجل الدولة البريطاني وهي التي هوت به إلى الحضيض أيضا. ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية كان إيدن يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة البريطانية ونجح ببراعته السياسية في إقناع الدول العربية المستقلة اسميا والخاضع أغلبها للسيطرة البريطانية من الناحية الفعلية بإنشاء جامعة الدول العربية عام 1945 في إطار الجهود البريطانية لاحتواء الخطر الشيوعي القادم من الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت. وبعد ذلك بعشر سنوات تقريبا وفي عام 1956 كان إيدن قد أصبح رئيسا للوزراء عندما أمم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس التي كانت تمتلكها الشركة العالمية لقناة السويس المملوكة لبريطانيا وفرنسا. سارع إيدن بإقناع فرنسا وإسرائيل بشن حرب ثلاثية ضد مصر بهدف استعادة السيادة على قناة السويس وإسقاط نظام حكم جمال عبد الناصر, ولم يدرك إيدن في ذلك الوقت أن الظروف تغيرت ولم تعد بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. فما ان اشتعل القتال حتى اصطدمت القوات الغازية بمقاومة شعبية عنيفة في منطقة القناة وغضب عالمي قاده الاتحاد السوفيتي ثم الولايات المتحدة وهما القوتان اللتان كانتا تتطلعان للإطاحة ببريطانيا خارج دائرة القوى العظمى. اضطرت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل أمام الضغوط الدولية والتهديدات السوفيتية إلى وقف القتال والانسحاب ليحقق نظام عبد الناصر انتصارا سياسيا كبيرا ويضطر إيدن إلى الاستقالة بعد ذلك بستة أشهر تقريبا.