* كتب - عبد الكريم الجاسر: فعلها سلطان بن فهد . . فعلها بالعمل والإخلاص والتضحية لشباب هذا الوطن . . قاد الأخضر للمرة الرابعة على التوالي نحو نهائيات كأس العالم كإنجاز تاريخي للكرة السعودية . . تواجد سعودي رابع في أكبر تظاهرة عالمية العام القادم في ألمانيا . . تحد جديد للكرة السعودية العالمية ليرفرف العلم الأخضر السعودي خفاقاً في ألمانيا . . لا إله إلا الله عالياً هناك في قلب أوروبا سيرفعها نجوم الكرة السعودية الأبطال بعد الإنجاز الكبير بالتأهل الرابع . . فاز نجوم الأخضر السعودي على أوزبكستان بثلاثة أهداف دون مقابل كانت كافية لإعلان التأهل الرسمي للمونديال . . تأهل قاده العملاق سامي الجابر بكل ما يملكه من خبرة وتجربة وتاريخ حافل حسم اللقاء مبكراً بهدفين على الطريقة الجابرية . . فلدغ الشباك بهدف رائع بعد عشرة دقائق فقط من البداية . . ثم عاود الكرة مرة أخرى بعد 15 دقيقة من شوط المباراة الثاني مسجلاً هدف التعزيز والتأكيد لوصول أخضر مستحق نحو كأس العالم . . وقبل النهاية بثلاث دقائق كان للنجم القادم سعد الحارثي حضوره القوي بهدف ثالث على طريقته الخاصة. ********* بالأمس قدم نجوم الكرة السعودية ملحمة تاريخية جاءت استمراراً لما قدموه أمام الكويت فسيطروا على المباراة تماماً وحجموا المنتخب الأوزبكي الذي لعب دور المتفرج أمام التألق السعودي والسيطرة الميدانية الكاملة التي وضعها نجومنا على المباراة فلم يجد لاعبونا أي صعوبة تذكر بالفوز رغم قوة الفريق الخصم . . فالوصول للمونديال هو تخصص سعودي وتحد اعتاد نجوم الكرة السعودي بمختلف أجيالها وجيلاً بعد جيل على تقديم هدية وعربون وفاء وتقدير للوطن ورجاله وشبابه كل أربع سنوات . . فمنذ التأهل الأول عام 1994م وشمس الكرة السعودية لا تغيب عن التواجد مع الكبار والأبطال من مختلف قارات العالم . . وبالأمس أعاد النجوم الجدد التجربة وقبلوا التحدي ليقدموا إنجازاً جديداً لكرة الوطن ويسطروا أسماءهم نجوماً من ذهب سيحملون لواء الكرة السعودية بإذن الله لسنوات طويلة قادمة. الإنجاز السعودي الرابع لم يأت من فراغ فقد تدخل ربان السفينة الماهر سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل قبل المهمة الأصعب وفي وقت حرج ليقود الكرة السعودية كعادته نحو الإنجاز الكبير . . والتواجد الأكبر بين الكبار . . فالكرة السعودية لم تعد هامشية والتواجد السعودي بات قوياً وحاضراً في المناسبات العالمية مهما اختلفت الأسماء ومهما تغير الأشخاص فالسعودي يظل سعودياً يحمل على عاتقه مهمة تشريف هذا الوطن المعطاء والتضحية في سبيل رفع اسمه عالياً وهو ما فعله أبطالنا بالأمس فهنيئاً لقيادتنا الحكيمة ولسمو أمير الشباب وسمو نائبه والأسرة الرياضية والجماهير الوفية التي كانت من صناع هذا الإنجاز التاريخي الكبير. جاءت المباراة منذ بدايتها سريعة من جانب منتخبنا على الرغم من محاولات المنتخب الأوزبكي للتحفظ الدفاعي والاعتماد على الكرات الطويلة فكانت أولى المحاولات السعودية كرة تبادلها الشلهوب مع ياسر القحطاني سددها الثاني أرضية قوية ارتدت من حارس المرمى قبل أن تمر الدقيقة الثانية رد عليها سريعاً المنتخب الأوزبكي بكرة طويلة إلى ماكسيم الذي حاول التسديد بعد أن تخطت الكرة القاضي إلا أن مبروك زايد تصدى للكرة. هاتان الكرتان أعطتا الأداء سرعة وحماسا فتقدم الأخضر نحو الأمام وشكل خطورة أكبر بغية إحراز هدف السبق. سامي يفتتح التسجيل هذا التقدم للأخضر كان لزاماً أن يثمر هدفا مبكرا وهو بالفعل ما حدث بعد مرور ثمان دقائق فقط عندما تبادل أكثر من لاعب سعودي الكرة لتصل إلى الشلهوب الذي حولها جميلة ساقطة داخل المنطقة إلى القائد سامي الجابر المندفع من الخلف لعبها مباشرة بكل هدوء وحرفنة على يسار الحارس هدفا سعودياً أول هذا الهدف أعطى نجوم منتخبنا اطمئنانا أكبر داخل المستطيل الأخضر وزاد من ثقة اللاعبين وتفوقهم على أرض الميدان فكان الأكثر تفوقاً وسيطرة على الكرة واللعب في الوقت الذي كثرت فيه التمريرات الخاطئة من جانب الفريق الأوزبكي. وتمضي دقائق الشوط الأول بتفوق سعودي رغم ميل الأداء للهدوء نسبياً وان بقيت الأفضلية سعودية وخاصة وسط الملعب لبقاء المنتخب الأوزبكي منكمشاً في ملعبه معتمداً على الكرات العكسية الطويلة وان لم يدع لاعبو الأخضر مجالاً للاوزبكيين مجالا فيعود الشلهوب والقحطاني من جديد بكرة متبادلة بينهما إلا أن الكرة تطول أخيراً على الشلهوب ليمسك بها الحارس. مع مرور الوقت كانت المحاولات السعودية باقية فيعود الشلهوب والقحطاني بكرة بينهما جهزها الشلهوب للقحطاني بين المدافعين ليتخطى الحارس ولكنه لعبها ضعيفة أبعدها الدفاع إلى ركنية. تلتها كرة أخرى جهزها الشلهوب لنايف القاضي الذي سددها قوية ارتدت من الحارس وإلى ركنية لم يستفد منها منتخبنا وبقيت الحال على ما هي عليه طيلة فترات هذا الشوط الذي كان فيه الفريق الأوزبكي متحفظاً دفاعياً للحد من خطورة منتخبنا الذي كثف طلعاته الهجومية رغم ذلك التحفظ ولكن لم يستطع الوصول الى الشباك بعد وصول سامي اليها بعد مضي تسع دقائق فقط فكانت الدقائق تسير بسيطرة سعودية على اللعب دون استثمار لتلك السيطرة فكان هجوم الأخضر يكثف محاولاته وسط الزحام والتكتل العددي للفريق الأوزبكي فبقيت الدقائق الأخيرة لهذا الشوط تشهد أداء منحصراً في الملعب الأوزبكي حتى كدنا أن نشك بأن منتخبنا دخل هذا الشوط بدون وجود للحارس مبروك زايد الذي لم تشهد مرماه أية خطورة تذكر. ولكن ذلك التفوق كان ينقصه فقط زيادة الغلة من الأهداف فالهدف الوحيد الذي سجل لا يحكي واقع هذا الشوط على الإطلاق وان كان للتسرع دور في ذلك حيث أضاع القحطاني فرصتين والشلهوب واحدة نتيجة للتسرع أمام المرمى. لينتهي هذا الشوط بتقدم السعودية بهدف سامي الجابر. جاء شوط المباراة الثاني استمراراً للتفوق السعودي في الحصة الأولى.. واعتمد كالديرون على الاستحواذ على الكرة ومحاصرة المنتخب الأوزبكي داخل ملعبه مع عدم إتاحة الفرصة للاعبيه في بناء هجمات معاكسة أو حتى تهديد المرمى السعودي.. وتميز الشلهوب في صناعة اللعب بكل اقتدار فمرر وناور وجهز وفعل كل شيء في هذا الشوط لكن القائد الخبير نجم المناسبات الكبيرة كان له كلمة التاريخ والإنجاز ليعزز هدفه الأول بهدف ثان ولا أروع.. د15 هدف على الطريقة الجابرية فقد تسلم القائد سامي.. الكرة من الشلهوب على حافة المنطقة ثم راوغ ولمح المرمى مسدداً على يسار الحارس وفي زاوية صعبة لتسكن كرته الشباك هدفاً ثانياً توجه به الجابر نجوميته كعريس للحفل الكبير والليلة السعودية الخالصة.. واصل بعده نجوم الأخضر السيطرة وبناء الهجمات مع تقدم البحري والخثران لزيادة الضغط وتقدم كريري خلف ياسر وسامي مما جعل المنتخب الأوزبكي يتفرغ للدفاع فقط وبعد 7 دقائق من الهدف الثاني أراح كالديرون مهاجمه الكبير وقائده سامي الجابر ليشرك الواعد سعد الحارثي ثم أخرج أبو شقير الذي اختفى في الشوط الثاني وأشرك صاحب العبدالله وسط سيطرة سعودية تامة ومحاولات متكررة للتسجيل من القحطاني والشلهوب الذي لم يوفق في كرتين كانتا يمكن أن تتوجا المجهود الكبير الذي بذله طوال اللقاء وبدا واضحاً ان المنتخب الأوزبكي عاجز تماما عن مجاراة المنتخب السعودي رغم تغييرات مدربه غير المجدية.. وتسير المباراة سعودية حتى الدقيقة 86 حين أخرج كالديرون خالد عزيز واشرك إبراهيم السويد.. وهو الوقت الذي شهد تسجيل الهدف السعودي الثالث.. د87 هدف ثالث للحارثي فمن هجمة منظمة يتقدم البحري ناحية اليمين ويحول عرضية رائعة يقابلها الحارثي في الجهة الأخرى ويكملها بركبته في الشباك مستفيداً من تركيز المدافعين وحارس المرمى على ياسر القحطاني رغم المضايقة التي تعرض لها من المدافع.. ليعلن الفرح السعودي في الدقائق الأخيرة والوصول الرسمي للمونديال المقبل في ألمانيا 2006 وتمضي الدقائق المتبقية وسط الميدان حتى أعلن الحكم الصيني نهاية المباراة بفوز سعودي كبير رفع رصيد الأخضر إلى 11 نقطة متصدراً مجموعته إلى كوريا بفارق نقطة ومنتزعاً بطاقة التأهل رسمياً. من المباراة * منح حكم المباراة الصيني هوانج جي بطاقات صفراء لكل من سعود كريري وحمد المنتشري وخالد عزيز، وقاد اللقاء بشكل ممتاز. * أكثر من 70 ألف مشجع سعودي داخل الاستاد ونصفهم خارجه زفوا الأخضر نحو المونديال العالمي الرابع. * قدم نجومنا مباراة كبيرة سيطروا على كل دقائقها.. وتألق على وجه الخصوص القائد الخبير وصاحب هدفي الانجاز والتأهل سامي الجابر والنجم المدهش محمد الشلهوب الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته منذ سنوات. * كالديرون قاد الأخضر نحو الإنجاز العالمي بكل جدارة واستحقاق، وأكد أنه أحد صناع الإنجاز بطريقته وأسلوبه الذي نفذه في كل المباريات. * التواجد السعودي الرابع في نهائيات كأس العالم جاء هذه المرة بطريقة مختلفة وبعد ظروف صعبة عاشتها الكرة السعودية منذ النهائيات الماضية، ليؤكد أبناء الوطن أنهم على مستوى التحدي والثقة، حيث أسعدوا جماهيرهم الغفيرة في كل مكان. * السفير الدائم للكرة العربية (المنتخب السعودي) سيكون أمام مهمة لن تكون مستحيلة في ألمانيا لعكس صورة مشرفة عن الكرة السعودية بنجومه الشباب والمخضرمين الذين سيسجلهم التاريخ كصناع لهذا الانجاز التاريخي. * سامي الجابر نوعية خاصة من اللاعبين وثروة وطنية ثمينة، قدم الكثير لمنتخب بلاده ووطنه، وقاد الأخضر في أصعب مراحل تاريخه نحو إنجاز تاريخي، اعتاد القائد العملاق على أن يكون هو نجمه الأبرز في كل الظروف والأحوال.
|