Thursday 9th June,200511942العددالخميس 2 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

قلده الرئيس شيراك وسام الشرفقلده الرئيس شيراك وسام الشرف
غي رو (نصب) جديد في ساحة الكرة الفرنسية

يعد المدرب غي رو بالنسبة لكرة القدم الفرنسية كبرج إيفل بالنسبة للعاصمة باريس، بعد 44 سنة أمضاها على مقعد فريق اوكسير وتوجها باعتزاله بعد إحرازه للمرة الرابعة مسابقة كأس فرنسا. وتمكن رو من انتشال اوكسير من دوري الشرف وصولاً إلى الدرجة الأولى، وأصبح عام 1980 نادياً محترفاً خلال ولايته وأحرز بطولة الدوري الفرنسي مرة واحدة ومسابقة الكأس أربع مرات وهو إنجاز غير مسبوق. ويتميز رو بخفة ظله وقبعة الصوف التي يعتمرها خلال المباريات الشتوية وهو أعلن عن اعتزاله بعد فوز اوكسير على سيدان في نهائي كأس فرنسا. وأبصر رو النور يوم 18 أكتوبر 1938 بعد أن تعرف والده الضابط الشاب على ابنة البقال موريس لوري في مدينة (كولمار)، وتعلق رو كثيراً بجده لأمه لوري بعد سجن والده عام 1940 فانتقلت العائلة إلى منطقة (ابوانيي).
ويستعيد رو ذكرياته الكروية الأولى عندما كان يستعرض مهاراته بمواجهة جنود الاحتلال الألماني وقتها، وهو اكتشف لعبة كرة القدم مع أصدقائه الصبية الذين استعملوا شجر الكستناء لبناء المرمى واستعملوا كرة صغيرة من مادة الكاوتشوك لخوض المباريات. ورغم غياب والد رو وشلل والدته وهو في بعمر التاسعة، عاش غي طفولة سعيدة بمساعدة جده، وظهرت طموحاته الكروية منذ صغره فكان طليعياً في قيادة فريق القرية، ومارس رياضات مختلفة مثل كرة السلة وكرة اليد وألعاب القوى. وانضم رو إلى نادي اوكسير عام 1952 كلاعب مهاجم ضمن فريق الصغار ثم نال عدة شهادات في التدريب وهو في مطلع العشرينات، بعدما اقتنع أنه ليس من طينة اللاعبين الكبار فقرر الاتجاه إلى عالم التدريب بمؤازاة متابعته دروسه في القانون والعلوم في مدينة (ليموج).
ونجح رو بالانفتاح على الكرة الأوروبية عندما نال منحة واتجه إلى لندن لمتابعة تدريبات فريق كريستال بالاس الانكليزي لمدة شهر عام 1960. وعرض رو بعد سنة برنامجاً جريئاً على إدارة اوكسير لقيادة الفريق، من أبرز نقاطه: صرامة التحضيرات وجدية متبادلة مع اللاعبين وتمارين صباحية بغية التفرغ للعمل التقني خلال النهار، وطالب إدارة النادي بالتفرد في القرارات الفنية وهو ما لاقى اعتراضاً شديداً من أغلبية أعضاء الإدارة (6 من أصل 10) لكن دعم الرئيس (جان غارنو) له جعله مدرباً لاوكسير بعمر 23 سنة فقط وبمرتب شهري بلغ 600 فرنك فرنسي وقتها. ولم يتخل رو عن معشوقته حتى عندما أدى خدمته العسكرية، فقاد فريق كتيبته إلى الفوز في بطولة القوات الفرنسية المتمركزة في المانيا. وتميز رو في وسائله التدريبية فكان يوقظ اللاعبين الساعة الخامسة والنصف صباحاً ويركضهم في إحدى الغابات المجاورة، ولطالما طبق خطة 4 -3 -3 ونجح في رسم صورة الفريق المنتج لخامات الناشئين قبل تصديرهم لباقي الأندية لتحقيق الاكتفاء الذاتي للنادي.
وواظب رو على متابعة نهائيات كأس العالم من أرض الحدث وكان أولها عام 1966 في انكلترا، حيث راسل صحيفة (يون ريبوبليكان) لتغطية نفقات انتقاله. وحقق رو عدة إنجازات في بداية عمله مع اوكسير فأحرز لقب دوري الشرف عام 1970 وتأهل إلى دوري الهواة الموازي للدرجة الثالثة. وتمكن اوكسير في فترة أربع سنوات من التأهل إلى بطولة الدرجة الثانية.
واكتشفت فرنسا اسم غي رو عام 1979 عندما قاد اوكسير إلى نهائي كأس فرنسا على ملعب (بارك دي برانس)، حيث خسر 1 -4 أمام نانت.
وأكد رو أن وصوله إلى نهائي الكأس لم يكن ضربة حظ، فأعقبه في العام التالي بالتأهل إلى دوري الدرجة الأولى. ورغم تاريخه القصير في دوري الأضواء، أوصل رو فريقه إلى كأس الاتحاد الأوروبي عام 1984، وانتخب مدرب العام مرتين في فرنسا عامي 1986 و1988. وكوفيء رو على عمله الدؤوب مع اوكسير وأحرز معه مسابقة كأس فرنسا عام 1994، بعد أن حرمته الركلات الترجيحية من الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1993. ودخل رو كتب التاريخ عندما أحرز ثنائية الدوري والكأس مع اوكسير عام 1996، ثم اختبر دوري أبطال أوروبا في العام التالي، لينال جائزة أفضل مدرب أوروبي من قبل مجلة (اونز) الفرنسية المتخصصة. وبرز مع رو في هذه الفترة نجوم كثر كباسكال فاهيروا وكريستوف كوكار وفرانك فيرلات والحارس برونو مارتيني. وكان رو على شفير تدريب المنتخب الفرنسي المتوج ببطولة العالم 1998 خلفاً لايميه جاكيه، لكن رئيس اوكسير جان كلود هاميل طلب منه إكمال مدة عقده مع الفريق لثلاث سنوات إضافية.
ولاقت إنجازات رو التقدير من الجهات الرسمية وقلده الرئيس الفرنسي جاك شيراك وسام الشرف عام 1999 قبل أن يقرر التخلي عن تدريب اوكسير لمصلحة دانيال رولان عام 2000 لكنه لم يتحمل ترك مقاعد البدلاء أكثر من سنة، فعاد إلى مهنته المحببة في العام التالي. وخضع رو لعملية جراحية في قلبه عام 2001، قبل أن يكسر رقم المدرب قادر فيرو لعدد المباريات في الدرجة الأولى وهو 783 مباراة ثم أحرز عام 2003 ميداليته الذهبية الثالثة في مسابقة كأس فرنسا. ويعتبر رو أنه لنجاح أي مدرب (يتعين عليه أن يحب اللاعبين وأن يملك الكفاءة وشخصية قوية وأن يثق به الجميع لدى قدومه، إضافة إلى تمتعه بالدبلوماسية لنسج علاقات جيدة مع اللاعبين والإدارة والصحافة والمشجعين). ويتساءل المراقبون ما إذا سيكون اوكسير مع رو هو ذاته من دونه بعد إنتاج لاعبين من طراز جبريل سيسيه وفيليب ميكسيس وجان الان بومسونغ واوليفييه كابو في السنوات الأخيرة، وهو أخذ قرار الاعتزال عند ترك هؤلاء اللاعبين اوكسير لكنه أجله إلى هذا الموسم كي لا يتهم بالجبن وقرر بناء فريق جديد للمستقبل نجح معه بالفوز في مسابقة الكأس للمرة الرابعة في مسيرته.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved