طبق حلوى

كان القاضي أبو يوسف عند هارون الرشيد يوماً فقدّمت له مائدة حافلة ثم ختمت بطبق حلوى نادر هو (اللوزينج باللوز) فدمعت عينا أبي يوسف وقال:
- رحم الله أبا حنيفة
فقال الرشيد:
- لماذا دمعت عيناك ولماذا ترحّمت على أبي حنيفة؟
فقال أبو يوسف:
- تذكّرت أبا حنيفة يا أمير المؤمنين فقد كنت تلميذاً عنده وكنت شغوفاً بالعلم وكنت فقيراً أصرف وقتي في طلب العلم وأصرف دخلي القليل في كتب وأوراق حتى جئت إلى زوجتي ذات ليلة فقلت لها: هاتِ عشائي فأحضرت لي ماعوناً فرفعت غطاءه فإذا فيه أوراق فقلت لها مستنكراً: ما هذا؟!
فقالت: هذا ما أنت فيه فكلْ منه!! فليس لدينا شيء.. فغبت عن أبي حنيفة أياماً أتدبر رزقي وحين عدت إليه قال لي:
- أين كنت يا أبا يوسف فقد افتقدناك.. فقلت له: كنت في تدبير رزقي وذكرت له موقف زوجتي..
- فقال:
- هلاَّ كنت ذكرت لنا ذلك فأسعفناك يا أبا يوسف إن امتد بك الأجل لتأكلن بهذا العلم (اللوزينج باللوز) فحين رأيته تذكّرت أبا حنيفة فترحمت عليه.