صدر من مطبوعات نادي الرياض الأدبي كتاب (آثار حسين سرحان النثرية) للدكتور عبد الله الحيدري.. واشتمل على دراسة آثار حسين سرحان النثرية: المقالة والقصة والمقابلات الصحفية. ففي الفصل الأول رصد للعوامل المؤثِّرة في نثره وهي العوامل الاجتماعية والاستقرار السياسي والمناخ الثقافي. وفي الفصل الثاني عرض لفن المقالة عنده وكذلك فن القصة. وفي الفصل الثالث تحليل الخصائص الفنية لمقالاته والتي من أبرزها السخرية والنزعة القصصية والاستطراد. كما ضم الكتاب إحدى وثلاثين مقابلة صحفية للسرحان.. كشفت جوانب مهمة من حياته الدراسية والعملية وطريقة تفكيره.. ونظرته إلى الحياة والناس ومفهومه للعديد من القضايا.. ووجهات نظره في الكثير من الظواهر الأدبية والاجتماعية والثقافية والعامة. وقال د. عبد الله الحيدري: قبل نحو عشرين عاماً وقع في يدي كتاب بعنوان (من مقالات حسين سرحان) ولم أعلم وقتذاك من هو وما مكانته الأدبية؟ طالعت الفهرس، وإذا بي مشدود إلى قراءته، وحين أكملت القراءة ظمئت نفسي للمزيد ولست بمستطيع الآن أن أحدد مصدر الإعجاب وإن كنت أظن أن السخرية والسهولة هما الجاذبان للقراءة والتطلع إلى كتاب آخر له. وتضمن الكتاب حواراً أجراه فهد العرابي الحارثي ومحمد العجيان وإبراهيم الفوزان في عام 1390هـ.. سألوه عن عزلته فقال: أنا غير معزول.. فأنا أتصل يومياً بأصدقائي وزملائي.. ولست أوثر العزلة بحال من الأحوال.. أنظر في شتى الجهات وبكل الوسائل فلا أجد من يتجاوب معي.. في مثل هذه الحالة أوثر العزلة. وسألوه عن القصة والرواية فقال: ربما قصة قصيرة تستوعب في سردها أنماطاً عالية من الجودة.. مثل قصص (موبوسان) الروائي الفرنسي.. ونجد من يغالي في الروايات الطوال وهي على فرط إملالها واسترسالها في توضيح بعض التفاصيل التي لا لزوم لها نجد أنها لم ينبغ فيها سوى أفراد يعدون على الأصابع منهم تولستوي في الأدب الروسي.. وأناتول دي فرانس.. وأميل زولا في الأدب الفرنسي.. وبرنارد شو في الأدب الإنجليزي.. ووجَّه حينها رسالة للشباب فقال: على الشباب أن يكافح كما كافح الشيوخ.. وأن يقرأ كثيراً وأن يتضلع في لغته؛ فكثيراً ما نقرأ من الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية في إنتاج الشباب.. والذي لا يتمكن من استيعاب لغته لا يمكن أن ينجح. وفي حوار آخر قال السرحان: أنا لست مثقفاً ولذلك فلا جواب عندي للسؤال عن المثقف السعودي!! وقال أيضاً: كتَّاب القصة الموجودون لا يلفتون أي انتباه!! وحتى نجيب محفوظ لم أقرأ رواياته!! وعن كتابة ذكرياته قال: لا أجد في حياتي شيئاً يستحق أن يُكتب!! وقال السرحان: إن الشاعر الذي يقيم من ضميره الأدبي رقيباً على ما يكتب أو ما لا يكتب هو مفكر أمين مخلص يشعر بفداحة مسؤوليته.. إن شهوة الكلام عند كثير من الشعراء أشد من شهوة الطعام والشراب.. ولا يهم إن كان الكلام نافعاً أم لم يكن.
|