المزيد من منارات الإشعاع في أنحاء الوطن

أكثر من نافذة أمل تنفتح مع دخول المزيد من المؤسسات التعليمية إلى دائرة العطاء، وهكذا فإنَّ الترحيب على أشده بموافقة سمو ولي العهد على إنشاء ثلاث جامعات جديدة في كل من حائل، وجازان، والجوف. ويعني ذلك أيضاً انتشاراً أوسع للعلم بمجالاته المتعددة، مع توسيع للقدرات الاستيعابية في الدراسة الجامعية في أنحاء متفرقة من الوطن، ولأن الجامعات هي في الأساس مراكز إشعاع علمي وحضاري فإنها تعكس ذلك على المحيط الذي تُوجد فيه، حيث يتحقق من خلال ذلك نهضة حقيقية في تلك المجتمعات من خلال هذا الوجود العلمي المرموق وما فيه من علماء، وطلاب، وباحثين، وإمكانيات ترتقي بقدرات الأبناء مثلما تلقي بخيراتها الجمة على أنحاء تلك المناطق.
إن النقلات الحقيقية في المجتمعات تتحقق بمواكبة مثل هذه المنارات التي تقود عمليات البناء والنماء من خلال إمداد المجتمعات بالكوادر اللازمة لعمليات التنمية، ومع تواتر هذه التأثيرات المتبادلة بين المجتمع ومثل هذه المؤسسات العلمية، تترسخ العلاقة بين الجامعة والمجتمع بحيث تتحول الجامعات إلى حاضنة لآمال وتطلعات المجتمع ومن ثم تعمل على تمثلها في برامجها ومناهجها.
وتضاف هذه الجامعات الجديدة إلى تلك القائمة بالفعل، ومن ثم فإنها تأتي لتواصل الرسالة ولتستجيب لما يستجد من احتياجات من جهة إضافة المزيد من التخصصات، إلى جانب إثراء الحياة الأكاديمية بما يمكن أن تضيفه هذه الجامعات الجديدة وفقاً لتجربتها الخاصة التي تستمد جانباً منها من طبيعة المنطقة التي توجد فيها ومدى تجاوبها مع البيئة المحلية وما يمكن أن تضيفه للمكان من خبرات ومعارف علمية فضلاً عن تأثيرها المباشر على المجتمع من خلال إسهامها في التحاق عدد من أبنائه بكلياتها.
وبصفة عامة فإن الإضافة الجديدة تعني انتشاراً أوسع لهذه المؤسسات العلمية في مختلف أنحاء المملكة بكل ما يستصحب ذلك من آثار إيجابية تظل تتواتر وتتعاظم لتنعكس خيراً ونماءً في كل أنحاء البلاد، الأمر الذي يعني أن هذا التوسع سيظل عملية مستمرة من أجل التجاوب مع الحاجات الجديدة الناجمة عن حركة التطوير الطبيعية للمجتمعات.