اللهُ أكبرُ قَبْلَ أنْ أتَحمَّدَهْ
مَنْ سَلَّ أقلاماً بِقَلْبي مُغْمدَهْ!
وَالآنَ يَنْزِفُ ذي السُّطور فَرُبَّمَا
أفْضَى إلى شَهْمٍ بفَهْمٍ ضَمَّدَهْ
قدْ كَانَ يَحْتَطِبُ الخِطابُ حُروفَهُ
فَجَعَلتُ أنْفُخُ والْعُقولُ مُجَمَّدَهْ
ما كَادَ يَشْتَعِلُ البَيانُ لأنَّهُ
قَدْ شَبَّ في الذِّهْنِ الهَجين فَأَخْمَدَهْ
وَفَرَغْتُ مِنْ طَبْخِ القَصيدِ.. تَذوَّقوا
فَتَأفُّفُ الألْبَابِ لَيْسَ بمَحْمَدَهْ
عَجَباً أتُلْقي (الفَيْصَليَّةُ) نَظْرَةً..
لِلْحَفْلِ فاتَّكَأتْ بِتِلْكَ الأعْمِدَهْ!
وَتُطِلُّ مِنْ شُرفِ الزَّمانِ خَوَاطِرٌ..
عَذْراءُ.. ما اطّلعَتْ عَلَيْها الأفْئِدَهْ
يا قَوم رَاوَدَهَا السُّمُوُّ.. فَزَاحَمَتْ
أنَّى لِكُل أنْ تَراهُ عَلى حِدهْ
أصْحَابُهُ وَهَبُوا النَّشيدَ لِمَوْطِنٍ
فَتَفَجَّرتْ كُلُّ الرُّؤوسِ المُلْحِدَهْ
وَهَبُوا النَّشيدَ لِمَوْطِنِ الوَحْيِ الَّذي
تَأْتِيهِ أفْواجُ الحَجيجِ مُوَحِّدهْ
أَيُراعُ! لوْ شَهِدَ (الخَليلُ) ثَبَاتهُ..
أوْ لوْ يَرى (عَبْدُ العَزيزِ) تَوَحُّدهْ
هِيَ حَفْلةٌ للشَّمسِ مُنْذُ الأمْسِ قدْ
نَسَجَ السُّعُوديُّ الشَّهيدُ بها غَدهْ
هِيَ هَيْبَةُ البَلَدِ الأمينِ وَأُهْبَةٌ
هِيَ هَبَّةٌ هِيَ غَضْبَةٌ هِيَ مَأسَدهْ
أُفِكَ الْغُلاةُ وَلِلْوُلاةِ صَوَارِمٌ..
قَطَعَتْ أيَادِي المارِقينَ المُفْسِدهْ
فانْظُرْ إلى وَطنٍ تَمَدَّدَ جَاعِلاً...
كَفَّ المَليكِ جَنَاحَهُ وَتَوسَّدهْ..
وَاللهِ لَوْلا هَيْبَةُ السُّلطانِ ما..
بَرَزَتْ سِوى فِتَنٍ تُطَاعُ مُجَسَّدهْ
لَمْ أطْوِ رُوحي كَالسِّجِلِّ تَزَلُّفاً
لَيْسَتْ بِصَفْقَةِ شَاعِرٍ يا حُسَّدَهْ
مَا عَادَ في الأدَبِ السُّكوتُ وَلَمْ تَعُدْ
سُبُلُ التَّصَدِّي بالقِتَالِ مُحدَّدهْ
فالذَّوْدُ ذوْدٌ بالرَّصاصِ وَلِلْحِجَا
حُجَجٌ تَذُودُ عَنِ الحِياضِ مُسَدَّدهْ
وَأدِلَّةُ العُلَمَاءِ تَدْمَغُ باطِلاً
فَتَرى تَخَبُّطَ سَعيهِ وَتَرَدُّدهْ
وَإذا تَلبَّدَ مَا يُسِيءُ لِدينِنا..
هَبَّتْ رِياحُ سَمَاحَةٍ لِتُبدِّدهْ
إذْ نَحْنُ كُنَّا أُمَّةً وَسَطاً وَلَنْ..
تَرْضَى تَرَاخِيَ مُحْدِثٍ وَتَشَدُّدَهْ
الْكَوْنُ أجْمَعُهُ يَطوفُ بِقِبْلَةٍ
جُعِلتْ هُنَا.. كَمْ هَا هُنا لأُعَدِّدَهْ
أيَكُونُ فِيهَا مَنْ يُوَلِّي وَجْهَهُ
دُبُراً! فَسُوِّدَ وَجْهُ ذلكَ سُوِّدَهْ
شَذَّ الشَّقِيُّ مُضَيِّعاً لِسُعُودِهِ..
هَلْ سَوْفَ تَبْعَثُ (غَازِياً) لِيُسَعْوِدَهْ
ذَرْهُمُ يَخُوضُوا في الفَضاءِ وَيَلْعَبوا
حتَّى يُلاقي كُلُّ فَظ مَوْعِدهْ
مَاذا إِذنْ بَعَدَ السُّعُودِ.. وَدِينُنَا..
في مَنْعَةٍ إلاَّ المَخَافَةَ وَالْجِدَهْ
مَا دَامَ كُلٌّ آمِنٌ في سِرْبِهِ
يَعْتَادُ مَعْهدَهُ ويَعْمُرُ مَسْجِدَهْ
مُسِخَ الدُّعَاةُ إلى التَّحَلُّلِ أُرْكِسُوا
مَا زَالَ عَبدُ اللاَّتِ يَأْكُلُ سَيِّدَهْ
مَنْ يَبْتَغي الإِصلاحَ يُصْلِحُ ذَاتَهُ
وَمِن افْتِرَاءِ المَرْءِ أَنْ يَتَزَيَّدَهْ
وَالمُرْجِفُونَ المُرْدُ إن لَّمْ يَنْتَهُوا
وَقَعُوا بِلَيْلٍ حَالِكٍ في الْمَصْيَدَهْ
مَا دَامَ عَهْدُ المُلْكِ عَهْدُ شَريعَةٍ
سَتَرَى الشَّيَاطِينَ العُتَاةَ مُقَيَّدَهْ
يَتَرَبَّصُ الْفِكْرُ الدَّنيءُ تَحَلُّلاً..
حَتَّى يَمُدَّ إِلى عَقِيدَتِنَا يَدَهْ
أَتَحِيدُ شِبْراً دَوْلَةُ التَّوحِيدِ عَنْ..
نَهْجِ (الإِمَامِ) أَمَامَ زَيْغٍ حَيَّدَهْ
هُمْ يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ الَّذي
أَرْسَى خُطَى (عَبْد العَزيزِ) وَأيَّدَهْ
أفْدِيكِ مَمْلَكَةَ السَّمَاءِ مَدِيدةً..
وَالعَيْشُ رَغْدٌ وَالْبُرُوجُ مُشَيَّدَهْ
يَحْمِيكِ رَبُّ الْبَيْتِ مِنْ أعْدَائِهِ
وَيُدِيمُ لِلْبَلَدِ المُقَدَّسِ سُؤْدَدَهْ
هَلْ يَمْرُقُ الْمُتَنَطِّعُونَ بِخِفَّةٍ
مِنْ دِينِهِمْ إلاَّ لِنَارٍ مُؤْصَدَهْ
فَتَدَبَّرُوا الْقُرْءَانَ وَاتَّبِعُوا الْهُدَى
قَدْ أَنْكَرَ الإِنْسَانُ رَبًّا أَوْجَدَهْ
أستغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِعَبْدِهِ..
سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ إِذْ أَرْشَدَهْ