Thursday 9th June,200511942العددالخميس 2 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

لما هو آتلما هو آت
شيءٌ من خَفيِّ!!
خيرية إبراهيم السقاف

الباب يوارب،
ثَمَّة رُتَلٍ من أجساد تندسُّ في منْفذه وتغيب، عرباتٌ تُدسُّ من هنا بأحمالها، أقدامٌ تتفاوتُ بين جيئة وذهاباً..
تتسلَّلُ من الشمس بعض خيوطها في سطوة لا تقدرُ يدٌ على صدِّها
النور يعمُّ حيث بقعةِ منفَذِ البابِ، لا يُداريهِ ظلٌّ ولا سترٌ..
حَركَةُ الحركةِ داخلةً، خارجةً من منفذِ البابِ ذاتَ صوتٍ.
صغيرٌ وقفَ في عارضةِ البابِ، مدَّ يديه عن يمينٍ وعن شمالٍ..،
يمينه ويساره تصدَّان عن قالبهِ التمزُّق..، لا شتاتَ بين أجزائه، تلفَّت عن أمامه بعينين زائغتين.. لم تقو أشعَّتهما على حملِ بقايا ما تركهُ العابرونَ من المنفَذِ، رائحةُ شواءٍ تعمُّ أنفَ المنفَذِ.. الشمسُ آيلةٌ للأفولِ،
الصَّغيرُ ركضَ بعيداً عن عارضة الباب..
المنفَذُ يدكُّه من الصَّيفِ بعضُ سمومٍ، يلفحُ المكانَ، لا أوجهَ يعترضها السُّمومُ..
يسدلُ المساءُ غلالته،
عجوزٌ يتوكَّأ شيبهُ..،
عن بُعْد، العربات تفضي بحَملها، حمولةٌ على قارعةِ المنفذِ..
لا ضوءَ يُرى المنفَذُ منه..
البابُ اختلط بلون اللَّيل..
كلُّ شيء التحم بالسَّوادِ..
الصَّغيرُ يمدُّ عن يمينه وعن شماله..
يداهُ لم تلتقيا طرفَيْ البابَ، ولا وجهَ أمِّهِ..
ومضةٌ من ضوءٍ بارقٍ..
لم تحدِّد المعالم..
كلُّ الأبوابِ موصدةٌ.. بابُ الَّليل الكبير، بابُ النَّهارِ القصير، و.. الصَّيفُ سمومٌ.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved