* تبوك - ماجد العنزي: التقى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك مساء أمس الأول القضاة وطلبة العلم وأئمة المساجد بمنزل سموه ضمن لقاءات سموه المستمرة مع المواطنين بمنطقة تبوك. وتحدث سموه في بداية اللقاء بقوله (بلادنا جزء من هذا العالم تعاني مما يعانيه وتتأثر بما يتأثر به وتستفيد مما يستفيد منه، وأهل هذه البلاد محصنون عن كثير من الأمور التي يأتي في مقدمتها تمسكهم بالعقيدة وهذا أمر لا مساس فيه). وأضاف سموه أن أي أمر فيه مصلحة البلاد والعباد أخذ به ولي الأمر، وما لا خير فيه تم اجتنابه والفيصل في ذلك الإجازة الشرعية. ونحن نعلم أن كثيراً من الأمور أصبحت تنتقل في المجتمعات بسرعة عن طريق وسائل الاتصالات، والقنوات، والتلفاز، ومن ذلك ما يتعلق بوضع المرأة وقيادة المرأة للسيارة، وتظهر الأحاديث والأقاويل المنقولة عن ذلك أنه تم البت فيه أو الخوض فيها إضافة إلى التأويل والتحريف حسب الأهواء. وعلق سموه بقوله: هذا الأمر يستند فيه ولي الأمر والدولة إلى ما يقرره الشرع ولا يجب أن يُشكل على أحد بأن هذا الأمر سيكون محل اجتهاد وهو أمر يهم المسلمين والبلاد والعباد وهناك أمور أهم إذا دعا الحال لا بد أن نعود خلالها إلى الشرع وهذه أمور أساسية وكلنا ثقة بالله أولاً ثم بطلبة العلم وهيئة كبار العلماء أن مثل هذا الأمر إذا طُلبت فتوى فيه تصدوا له فليس لأحد آخر الحق في أن يمنع أو يسمح بمثل هذه الأمور. وأكد سموه أن من طرح هذا الأمر وهو أحد أعضاء مجلس الشورى هو مسلم مواطن وبحث الأمر أو عدم بحثه أو تأجيله كل ذلك لا بد أن يكون بالاحتكام أولاً لكتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهناك المعطيات التي يبحث من خلالها لهذا الشأن ودراسة كل مافيه ويجب أن يكون واضحاً والأمر المحرم لا إشكال فيه ومن خلال فائدته ومنفعته أو أن يكون ضاراً أو صالحاً للبلاد والعباد. وأكد سموه أن الاختلاف في الرأي مطلوب وهذه طبيعة الناس في كل مجتمع. وأضاف سموه بقوله: هذه البلاد تمر بتحديات كبيرة ولا أحد يدعي الكمال وليس هناك مجتمع مثالي ونعرف ما حدث من فتن سابقة والحمد لله هناك أمور إيجابية يجب أن نسعد بها ومنها عدد المسلمين اليوم الذي يتزايد يوماً بعد آخر وكلمة لا إله إلا الله والله أكبر التي تعلو في كل بقعة من العالم وانتشار المراكز الإسلامية، وقال سموه: ما نعيشه في بلادنا خير شاهد رغم الانتقادات المغرضة فالمسلم يصل من أي مكان ويعتمر ويحج ويجد ما يجد من الأمن منذ وصوله وحتى مغادرته وقبل 60 إلى 70 عاماً كان الحاج يكتب وصيته خوفاً من ألا يعود إلى أهله، وخدمة الحاج التي تشرفتم بها هي نعمة كبيرة من نعم الله تعالى. ووجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا البلاد وما تجده من دعم ومؤازرة الدولة لا يوجد في بلد آخر وهذه أيضاً نعمة كبيرة. وأشار سموه بقوله كلنا ننشد الكمال ولكن يبقى الكمال لله سبحانه وتعالى والمهم أن نعرف بأن آباءكم وأجدادكم لم يكن ميسر لهم ما هو ميسر لكم اليوم وما تشاهدونه فعلينا ألا نكتفي فقط بتعلم أمور ديننا، بل لا بد أن نتعلم ونستخدم التقنية الحديثة فيما ينفعنا لنمنع ما يأتينا بالعلم والعمل، فلماذا نأخذ كل شيء من البلاد الأخرى ومنها البلاد غير الإسلامية، فلا بد أن نعوّد أنفسنا على حب الحياة والعمل والإنجاز لخدمة مجتمعنا وأن نعلم أبناءنا ذلك ولا نربيهم فقط على انتظار الممات الذي هو حق لا شك فيه ولكن لا بد أن نغرس في أبنائنا أن يكونوا أعضاء فاعلين عاملين منتجين لخدمة أنفسهم ومجتمعهم. وأضاف سموه: من السهل اختيار طريق الانغلاق على النفس ولكن المجتمع يحتاج أن يكون كل فرد عضواً عاملاً وفاعلاً ومجتهداً. وقال سمو أمير منطقة تبوك: هناك أمر آخر وهو أن ننظر لأنفسنا بقدر ما نحترم ديننا فلا بد أن نرغب الآخرين بديننا بحسن التعامل مع الناس وديننا فيه ميزة ولله الحمد وهي حسن التعامل والمعاملة، فليس قدوتنا القائد الفلاني أو العالم الفلاني ولكن قدوتنا هو أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وهذا من ثوابت ديننا التي نسير عليها. وأضاف: بلادكم محط أنظار العالم والمسلمين لبيت الله الحرام وقد كررها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بأن هذه البلاد ليس لأحد فضل عليها أو منة إلا لله عزّ وجلّ ولا أحد من الشعوب أو الدول تفضل علينا بشيء ويجب أن نرغب أنفسنا وغيرنا بديننا وحياتنا وبمساجدنا التي يجب ألا تكون للصلاة فقط أو لإعطاء الدورس، بل تكون عنواناً للتعامل مع الآخرين وأن يكون إمام المسجد قدوة في هيئته ومظهره وتعامله مع أهل الحي فلا بد أن يكون في المسجد عنواناً لكل شيء فيه فائدة للمجتمع. واختتم سموه حديثه بقوله: أرجو إذا أشكل أي أمر على أحد أن يأتي ويسأل ولا يتردد فليس من حق أحد أن يبني على الشيء ويأوله وكذلك تهويل الأمر والمهم هو التحلي بالخلق الحسن من المصافحة إلى المعاملة الطيبة فلن يبقى لنا سوى ديننا وبلادكم لم تصل إلى ما وصلت إليه وما تعيشه من نعم كثيرة، إلا بالتزامنا بهذه العقيدة ومحاربة كل من أراد المساس بها وبثوابت هذه البلاد.
|