زعيم المعارضة يقترح أن يكون نائب رئيس البلدية فلسطينيًا..!!
شارون: القدس ستبقى عاصمة إسرائيل الموحدة وسنقف بوجه العالم من أجل ذلك..!!

  *القدس المحتلة- بلال أبو دقة:
أكدت مصادر فلسطينية خبيرة في شؤون الخرائط والدراسات العربية أن ما يحدث في القدس المحتلة هو مرحلة ما قبل نهاية قضية القدس، خاصة منها القضية الديمغرافية، فإسرائيل منذ احتلالها للضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة، استطاعت بطرقها وأساليبها الملتوية والمختلفة أن تسيطر من ناحية جغرافية على ما يزيد عن 86% من مساحة مدينة القدس الشرقية، البالغة مساحتها 72 كم2.
وتأكيدا لما سبق ذكره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون، يوم الاثنين (6 - 6- 2005): إن (القدس ستبقى عاصمة إسرائيل الموحدة إلى أبد الآبدين، وسنقف في وجه العالم أجمع من أجل أن تبقى كذلك من دون أي رادع). وجاءت أقوال شارون خلال حفل أقيم في القدس الغربية يوم الاثنين الماضي بمناسبة (يوم القدس) لإحياء ذكرى احتلال القدس الشرقية في حرب العام 1967.. وأضاف شارون يقول: أن (القدس لنا إلى أبد الآبدين ولن تكون بأيدي الغرباء في المستقبل)..!!
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: (القدس هي المرساة وشريان حياة الشعب اليهودي وستبقى موحدة دائما).. ومضى قائلا: إن القدس ستبقى بأيد إسرائيل (على جميع هياكل الصلاة فيها ومساجدها وكنائسها التي سنحافظ عليها ونحرسها)..!! وسبق حفل إحياء ذكرى احتلال القدس الشرقية اجتماع خاص للحكومة الإسرائيلية تم تخصيصه لقضايا تتعلق بالقدس.. وقررت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها يوم الاثنين خطة لتطوير القدس سترصد من خلالها ميزانية خاصة لتشجيع اليهود على الانتقال للسكن في القدس.
من جانبه قال الرئيس الإسرائيلي، موشيه كتساب، في حفل (يوم القدس): إن (إسرائيل لن تسمح لأي كان بالمسّ بالمقدسات الإسلامية في جبل الهيكل (وهو التسمية العبرية للحرم القدسي)).
وأضاف كتساب: أن (إسرائيل ستحافظ على حرية العبادة لجميع الديانات، لكنها لن تسمح لأبناء ديانات أخرى بالتدخل في حرية العبادة لدى اليهود)..
ومضى قائلا: أن (العلاقة بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل هي علاقة أبدية).
ويذكر أن مواجهات وقعت يوم الاثنين ذاته بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في الحرم القدسي في أعقاب سماح الشرطة الإسرائيلية لمجموعات يهودية متطرفة بدخول الحرم القدسي.
وعقد الكنيست الإسرائيلي جلسة خاصة يوم الاثنين لإحياء ذكرى احتلال القدس وسط مقاطعة النواب العرب احتجاجًا على استمرار احتلال القدس.
واقترح رئيس المعارضة البرلمانية في إسرائيل، يوسف لبيد زعيم حزب (شينوي العلماني) (خطة لحل الخلاف على طابع مدينة القدس)، وتقضي خطة لبيد بأن يكون رئيس بلدية القدس يهوديًا على أن يكون نائبه فلسطينيًا، وأن يملك صلاحيات خاصة فيما يتعلق بالأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية..!!
إسرائيل استطاعت بطرقها وأساليبها الملتوية أن تسيطر على ما يزيد عن 86% من مساحة مدينة القدس الشرقية
وفي حديث خاص وصل مكتب (الجزيرة) في فلسطين، قال (خليل التفكجي) مدير الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس: إن ما يحدث في القدس المحتلة هو مرحلة ما قبل نهاية قضية القدس، خاصة منها القضية الديمغرافية.. فإسرائيل منذ احتلالها للضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة، استطاعت بطرقها وأساليبها الملتوية والمختلفة أن تسيطر من ناحية جغرافية على ما يزيد عن 86% من مساحة مدينة القدس الشرقية، البالغة مساحتها 72 كم2.
وأضاف التفكجي يقول: بعد أن ظهرت نتائج الدراسات الإسرائيلية بأن نسبة السكان العرب الفلسطينيين ازدادت من 27% إلى 35% من المجموع العام للسكان، وهذه الدراسات أعطت الضوء الأحمر أمام الجانب الإسرائيلي بأن هنالك سيكون صراع ديمغرافي في داخل القدس المحتلة، خاصة أن الإسرائيليين يحاولون خلق الوقائع على الأرض.
وقال مدير الخرائط: أن إسرائيل بدأت بتنفيذ مخططاتها على الأرض (خطة لغاية عام 2020) من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتخفيض عدد السكان الفلسطينيين من داخل القدس المحتلة، لتنفيذ قرار اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون القدس الصادر في عام 1973، أن يكون مجموع العرب الفلسطينيين من المجموع العام لعدد السكان في مدينة القدس 22%.
وأوضح التفكجي: أن إسرائيل طورت من إجراءاتها ضد الفلسطينيين العرب من خلال اتباع أسلوب بناء جدار الضم والفصل العنصري الذي يبنى حول مدينة القدس المحتلة الآن، من أجل إخراج 120 ألف فلسطيني خارج جدار الضم، بمعنى إخراج الفلسطينيين العرب من داخل مدينة القدس.
وأضاف يقول: إذا تم التركيز الآن على منطقة البلدة القديمة وحي سلوان، فهناك مشروع إسرائيلي لتخفيف من الكثافة السكانية الفلسطينية العربية من داخل البلدة القديمة، وإسرائيل تنوي تنفيذ مشروع الحوض المقدس على الأرض، بمعنى خلق الحوض المقدس ووضعه أمام الجانب الفلسطيني باعتباره حقيقة واقعة على الأرض وهذا ما تم طرحه في (كامب ديفيد وفي طابا)، وتبلغ مساحة الحوض المقدس 2.5 كم2..
وقال مدير الخرائط في جمعية الدراسات العربية: إن إسرائيل تنفذ مشروع إقامة البوابات حول القدس، في رأس العامود وجبل الزيتون وجبل المكبر وفي منطقة أبو ديس والشيخ جراح ووادي الجوز، وحي سلوان يأتي ضمن البؤرة الاستيطانية، ففي منطقة وادي حلوة ستقام مدينة تجمع بين الماضي والحاضر تقام على مشارف مدينة داود كما يطلق عليها الإسرائيليون، وكل هذه المخططات تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين من داخل مدينة القدس المحتلة، وهناك 17 بؤرة استيطانية كبيرة في محيط البلدة القديمة، وهذه المخططات الهيكيلة التنظيمية لإقامة المدينة الأثرية في منطقة البستان في حي سلوان بمدينة القدس المحتلة.
وكانت قوات الأمن الإسرائيلية قد انسحبت ظهر يوم الاثنين الماضي من باحات الحرم القدسي بعد مواجهات مع المصلين الفلسطينيين على خلفية دخول مجموعات يهودية متطرفة إلى الحرم الشريف، ومنعت المصلين الفلسطينيين دون سن 45 عاما من الدخول للصلاة في الحرم.
ونصبت الشرطة الإسرائيلية الحواجز على الطرق المؤدية إلى الحرم القدسي ومنعت المصلين دون سن الخامسة والأربعين من الدخول إلى منطقة الحرم.
ويأتي ذلك بعدما اجتاحت قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلية باحات الحرم القدسي وأمطرت الفلسطينيين المتواجدين في المكان بقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما قام عشرات الفلسطينيين برشق الشرطة واليهود الذين سمحت سلطات الاحتلال بدخولهم إلى الحرم، بالحجارة.