وجاء البشير بميلاد جامعة حائل
د. عثمان بن صالح العامر

أعلن مساء يوم الثلاثاء الماضي 30-4-1426هـ ميلاد ثلاث جامعات في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية إحداها في منطقة حائل، وبهذه المناسبة العزيزة يرفع أهالي حائل.. صغارهم الذين ينظرون إلى المستقبل القادم عبر بوابة العلم ويأملون أن ينهلوا من معينه الصافي وهم عند أهليهم وبين ذويهم تحتضنهم جبال أجا وتشرف بهم سلمى في الغدو والآصال.. وكبارهم الذين يؤنسهم أن يكون أبناؤهم بين ظهرانيهم وهم على مقاعد الدراسة الجامعية بل وما بعد ذلك.. ومثقفوهم الذين يعرفون ويدركون ماذا يعني وجود جامعة متميزة على أي شبر من أرض وطننا المعطاء.. والمواطنون الذين يهمهم ميلاد مشروع جديد على ثرى منطقتهم أياً كان ..
ترفع البنت التي تأمل آمالاً عريضة في مسار حياتها العلمية لا تقف بها عند حصولها على درجة البكالوريوس بل تتعداها إلى درجة الدكتوراه وربما كان الطموح نيل الأستاذية.. والولد الذي يعيش ظروفاً قاسية قد تكون اجتماعية أو اقتصادية وفي ذات الوقت لديه الطموح الوثاب في مواصلة دراسته الجامعية في أحد التخصصات العلمية المتميزة ويملك مؤهلات التميز والتفوق ولكن كما يقول المثل (العين بصيرة واليد قصيرة).. باسمي وباسم هؤلاء وسواهم كثير من أهالي المنطقة وقاطنيها وعشاقها ومحبيها نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وندعو الله له بالشفاء العاجل حتى يرفل - حفظه الله ورعاه - بثوب الصحة والسلامة وطول العمر، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز على هذا العطاء المبارك لأهالي حائل والذي سيكون له الثمرة الإيجابية على الحركة التنموية والفعاليات الثقافية والعلمية في هذا الجزء الغالي من وطننا العزيز.. والشكر موصول إلى معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري ولأسرة الوزارة من خلفه.. أما صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز فلهما من القلب المحب كل الشكر والتقدير على جهودهما من أجل وفي سبيل تطور المنطقة ورقيها والعمل الجاد دوماً لحضورها بل ولتميزها حين الحضور في جميع الأصعدة وفي كل المناسبات والفعاليات التنموية الوطنية التي لها الأثر الإيجابي المباشر على حاضر المواطن ومستقبل المنطقة .. لقد أدرك أمير المنطقة أن الجامعة تمثل - بما يتوافر لديها من كوادر مؤهلة تأهيلاً علمياً عالياً وما تحتويه من برامج وفعاليات متنوعة - القيادة الفكرية والعلمية في المجتمع، ولذا قال عنها في مناسبات عديدة أنها موطن الأمل ومعقل الفكر في شتى صوره وأصنافه، ورائدة التطور والإبداع، وخط الدفاع الأول في وجه التحديات الثقافية المختلفة التي يواجهها المجتمع، والجامعة في نظره هي صاحبة المسؤولية الأولى في تنمية أهم ثروة يمتلكها المجتمع، ومسؤولية الجامعات عن تنمية المجتمع ككل لا تبلغ من الحدة والإلحاح في مثل هذا الوقت بالذات حيث تعد الجامعة أعداداً كبيرة من الشباب ليس فحسب للبحث العلمي أو للمهمة المتخصصة بل ينبغي عليها بالإضافة إلى ذلك أن تستمر منبعاً رئيساً تجد فيه الأعداد المتزايدة من الناس ما يشبع حبهم للاستطلاع وما يروي ظمأهم للمعرفة وما يضفي معنى على حياتهم العلمية والعملية والأسرية من خلال مراكز التدريب وخدمة المجتمع، ولذا يرى سموه الكريم أن منطلقات جامعة حائل ستركز على أمور أساسية مهمة في هذا الوقت بالذات وهي:
1) أن يتعلم الملتحق بها ليعرف.. أي يكتسب أدوات الفهم.
2) أن يتعلم أن يعمل بحيث يصبح قادراً على الفعل والتأثير في بيئته على نحو ابتكاري.
3) أن يتعلم العيش مع الآخرين بحيث يشاركهم ويتعاون معهم في جميع الأنشطة الإنسانية.
4) أن يتعلم ليكون وهذا يوجب التميز إذ إننا في عالم ليس فيه مكان إلا للمبرزين المؤهلين.. وهذا النوع من التعلم هو الذي يهمنا في عالمنا المعاصر في نظري.. عوداً على بدء الشكر كل الشكر لقادة بلادنا وولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم على هذا العطاء الذي سيكون له الأثر الإيجابي والمردود التنموي في حاضر ومستقبل هذه المناطق ومن ثم الوطن بأسره.. ودمت عزيزاً يا وطني ودامت بلادنا أرض النماء والعطاء والبناء.