في زمن قريب مضى كان الشاب أثناء حديثه إلى الآخرين يلتفت يميناً بعد الشمال، وتتقطع الجمل بين فكيه قبل أن يتلفظ بكلمة كبتاجون أو حشيش أو عرق. لكن في الآونة الأخيرة ومع تفشِّي وسائل ونكات الهاتف الجوال أصبحت هذه الكلمات ومرادفاتها تمر سلسة عادية مستساغة وكأنها بنت البيئة، حتى الأطفال يردِّدون: (كان فيه واحد سكران أو محشِّش) إلى آخر النكتة. وبمناسبة الكبتاجون فقد نُشرت أخبار تفيد دخول كميات مهربة إلى المملكة منتهية الصلاحية وفاسدة ومتسممة، لدرجة أنها تسبب الجنون ثم الوفاة أحياناً. وهذه مصيبة، فأجهزة المرور أثبتت عجزها عن ضبط سيارات (متكبجنة) أثناء مدة الصلاحية، فكيف بها والأمر قد خرج عن زمن الاستساغة والصلاحية الصيدلانية. ولك أن تتخيل أن شاباً مخدوعاً بدعاية مفعول هذا الداء، أو مراهقاً انغش وهو يعلم أو لا يعلم مدى أثر هذه الحبة البيضاء اللعينة، فتناول واحدة منها وكانت من المغشوش وانتقلت فورة الجنان والخيالات والتهيؤات من عقل ورأس الشاب إلى رأس السيارة، وفي ساعة الضحى بعد أداء الاختبارات؛ لأن البعض يظن واهماً أن هذه العقاقير تزيد الفهم، ولا يعلم أنها في هذا الوقت تزيد الفوضى والحوادث والوفيات والإعاقات والمآتم والمآسي وانشغال المستشفيات والمقابر، فلا نامت أعين المهرِّبين الجبناء الذين يسرقون أموالنا ويقتلون شبابنا.
|