لم تحاول الجزيرة الصحيفة اليومية . . أن تقفز أكثر من فتحة قدميها . . ولم تحاول أن تصرخ أقوى من فتحة شدقيها . . ولم تحاول الجزيرة أن تطلي نفسها بطلاء كاذب . . والناس في أخريات فصل الصيف بل عمدت إلى إنتاج سنة الخلق والإيجاد - فخرجت ولبدة لها كمال الصحة . . صحة المولود الجديد . . الذي تدل صحته على تخطيط موفق منذ بداية التكوين . . وصرخت الجزيرة صرخة واحدة . . فقط لتعلن عن حبوها الجديد وستصرخ - لا شك - صرخات أخرى عندما تكمل قواها وتصبح نبتة عملاقة. وحبت الجزيرة كأي مخلوق جديد . . ولكنها ستعطي قفزات أكثر مدى . . في المستقبل القريب وقد اعجبت بذلك كثيراً . . وحدثني من حدثني وقال: لم تأت الجزيرة بشيء جديد . . هي . . هي . . كل ما هنالك أنها صدرت يومية . . قلت أخالفك الرأي . . صدورها بهذا الشكل يعني الحذر . . والحذر يضمن البقاء والتطور يكفي أنها كانت تهختفي ستة أيام . . وتظهر يومياً . . واليوم تختفي يوماً لتظهر ستة أيام فأنا أحب الجزيرة تتطور إلى الأمام . . من ضعف إلى قوة كسنة الخلق والايجاد. ولا أحب الجزيرة تقفز قفزة واحدة تدق بها عنقها. أخيراً . . أخي القارئ. أحببت كتابة هذه العجالة يدفعني حب ذو جذور حيث كنت زميلاً لرئيس تحريرها منذ أن كان محرراً . . واليوم هو يسبقني في مضمار المسؤولية الصحفية ولكني أبقى معه كرديف في الخبرة له على حق الصداقة والزمالة.
|