في مثل هذا اليوم من عام 1948 تمكن الشيوعيون من فرض سيطرتهم التامة على الحكم في تشيكوسلوفاكيا بعد استقالة الرئيس إيفارد بينيس الذي رفض التصديق على دستور التاسع من مايو الذي يعلن تشيكوسلوفاكيا جمهورية شعبية (شيوعية) وخلفه في الرئاسة كليمنت جوتوالد. وكان الشيوعيون قد تمكنوا من السيطرة على البرلمان التشيكوسلوفاكي في انتخابات فبراير 1948 مما جعلهم يعيدون صياغة العديد من بنود مشروع الدستور الجديد الذي أعدته اللجنة الدستورية على مدى ثلاث سنوات من العمل منذ عام 1945 حتى 1948 الذي تأثر كثيرا بوجود العديد من الأعضاء الليبراليين والديموقراطيين في اللجنة. وجاء الدستور في صورته النهائية ليتحدث عن ديكتاتورية البروليتاريا والدور القيادي للحزب الشيوعي. وهذه البنود جعلت الرئيس بينيس يرفض التصديق على الدستور وتقديم استقالته. وكانت تشيكوسلوفاكيا قد تأسست للمرة الثانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحرير إقليمي تشيكيا وسلوفاكيا من الاحتلال النازي. في الوقت نفسه كانت الكفة تميل لصالح الشيوعيين بسبب الدور المؤثر الذي لعبته القوات السوفيتية في تحرير هذه المناطق وغيرها من دول أوروبا الشرقية. واستمر الحزب الشيوعي يحكم البلاد ويدور بها في فلك الاتحاد السوفيتي حتى عام 1968 عندما ظهر تيار إصلاحي في الحزب الشيوعي يسعى إلى المزيد من الليبرالية والخروج من فلك السوفييت فيما عرف بربيع براغ فتدخلت الدبابات السوفيتية وقضت على المحاولة. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 انهار الحكم الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا وتم تقسيم البلاد إلى دولتين هما جمهورية التشيك وسلوفاكيا.
|