في مثل هذا اليوم من عام 1967 سقطت مدينة القدس في أيدي الإسرائيليين في اليوم الثالث لحرب الخامس من يونيو التي شنتها إسرائيل ضد مصر وفلسطين والأردن وسوريا. وكانت القدس وباقي الضفة الغربية خاضعة للسيادة الأردنية منذ عام 1948 في الوقت الذي كان فيه قطاع غزة خاضعا للسيادة المصرية. وجاء سقوط القدس في قبضة الإسرائيليين في نفس يوم سقوطها في قبضة الصليبيين قبل حوالي 868 عاما حيث ظلت في قبضة الصليبيين قرابة التسعين عاما حتى قيض الله لها القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي فحررها وفك أسرها. واليوم مر 38 عاما على الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشريف ولعل الله يفك أسر ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين قبل أن يمر على احتلالها تسعين عاما. وبعد استيلاء الإسرائيليين على القدس الشريف سارع مناحم بيجين الوزير بلا وزارة في حكومة التكتل الوطني الإسرائيلية التي تشكلت عشية الحرب باقتحام المدينة القديمة، حيث تم الاستيلاء عليها بعد ظهر اليوم نفسه وعلى الفور أقيمت إدارة عسكرية للضفة الغربية ترأسها الجنرال (حاييم هيرتسوغ) الذي كان حاكما عسكريا للمنطقة منذ سنة1963،عندما قام الجيش الإسرائيلي بتنظيم وحدات الحكم العسكري لإدارة المناطق التي تحتلها إسرائيل في حالة نشوب حرب. وقد جعل (هيرتسوغ) من فندق امباسادور في القدس الشرقية مقرا لقيادته، وتم تعيين إدارة عسكرية للمدينة تتألف من (شلومو لاهط) حاكما عسكريا و(يعقوب سلمان) نائبا له، ووضعت تحت قيادتها قوات كبيرة تألفت من لواء مظلي وكتيبتي مشاة وكتيبة حرس حدود وكتيبتي هندسة، وكتيبتي مدفعية، لإحكام السيطرة الكاملة على المدينة. لقد كانت النوايا الإسرائيلية تجاه المدينة المقدسة تتمحور حول تهجير أكبر عدد ممكن من سكانها العرب لتسهيل السيطرة عليها وابتلاعها، وبالفعل كان أول عمل للاحتلال الإسرائيلي في المدينة مباشرة بعد احتلاها هو هدم حي المغاربة المحاذي لحائط المبكى، كان ذلك بناء على أوامر تلقاها لاهط من الجنرال ديان قبل وصوله القدس، وبعد أن رفض السكان إخلاء بيوتهم قال (ايتان موشيه) المكلف بتنفيذ العملية (إن أكف الجرافات ستقنعهم بذلك) وتم الهدم تحت جنح الظلام ولم تقتصر عملية الهدم على الحي فقط بل طالت مباني إضافية ومواقع مقدسة منها مسجد البراق وقبر الشيخ، أما سكان حي المغاربة فقد نقلوا إلى بيوت في أحياء أخرى من القدس الشرقية، مثل الحي اليهودي الذي هجره سكانه اليهود إبان حرب 1948 .
|