إلى كل مسؤول يهمه أمر وطني ومستقبله أوجه هذه الرسالة الحائرة، لأنه وكما يعلم الجميع أي وطن يقوم على أكتاف أبنائه وخاصة الشباب فهم عدة الوطن وعتاده. وتمر على الشباب فترات تكون أحرج من غيرها فتكرس لها الطاقات بكل أشكالها ومقاييسها مثل أن يكون الشباب في الصف الثالث الثانوي أو بوابة المستقبل كما يسمونها، في مثل هذه المرحلة تتكاتف جهود الأهل مع جهود المسؤولين لمساعدة هؤلاء الشباب في تحديد مستقبلهم ومحاولة النهوض بطموحاتهم وتوجيهها الوجهة الصحيحة، إلا أن ما حصل منذ عامين لطلبة الثانوية العامة كان بمثابة صفعة على الوجه. إنه تحدٍّ لأبنائنا وتثبيط لعزائمهم وإماتة لهممهم.. نعم إنه التحدي بعينه ذلك الذي يسمى اختبار القدرات أو (القياس) ذلك القرار الفاشل بكل المعايير. فلقد أصاب الأذكياء والمتفوقين بالإحباط واليأس فماذا سيفعل بالفاشلين؟ بالله عليكم يا أصحاب الشأن أليس منكم رجل رشيد؟ إنه التحدي وليس غير التحدي شيئاً، وهذا هو البرهان على ما أقول. يخصص لكل طالب ما يقارب (160) سؤالاً إجابة كل سؤال دقيقة واحدة أو أقل. فلو كان الطالب ملماً بالإجابة فهذه حرب نفسية لضيق الوقت ومخافة الإخفاق وكثرة الأسئلة وجعلها في وقت واحد فلن يستطيع أن يجيب. والدليل الآخر على أنه تحد للشباب المتفوقين انه ليس هناك مراجع يعتمد عليها. أنا لا أقول ذلك لأن ابني فاشل بل انه متفوق جداً - ولله الحمد والفضل والمنة - ومن أراد التأكد فله ذلك. والدليل الآخر على انه تحد وانه ضد الطالب وليس في صفه وليس من مصلحته بل هو الذي أحزن الطالب وأهله ومعلميه ان الطالب بهمه من أول العام إلى آخره، وليس هناك أي طالب حصل على نسبة تقرب من نسبته في الفصل الدراسي الأول فإنه وبكل صراحة تقال للجميع، حتى ولو تفوقتم فليس هناك جامعات ان المواد المقررة عليهم أبدعوا فيها وتفوقوا وحصلوا على أعلى النسب، فماذا يراد من هذا القرار؟ (حسبنا الله ونعم الوكيل). والواضح ان هذا القرار قد اتخذ عشوائيا او انه لم يدرس الدراسة الكافية وإلا كان الأولى ان يكون بمثابة رفع لمستوى المخفقين وليس اضطهادا للمتفوقين. او ان يكون اختياريا يرفع نسبة الطالب وليس هو الذي يحدد مستقبله. وأنا أتمنى لو طلب من ابني مبلغاً من المال مقابل أن لا يدخل اختبار ما يسمى بالقدرات. أم انه سيحال بين أبنائنا وبين خدمة هذا الوطن الغالي الذي قدم لهم الكثير وعندما أرادوا أن يردوا له شيئا من جميله حيل بينهم وبين ما يشتهون، وقد يتفرغون لأعمال لا تخدم نفسا ولا وطنا ولا ترضي الله ولا رسوله بحكم فتوة الشباب والفراغ. أليس هذا هو الظلم بعينه أجيبوا أيها المنصفون أين مخافة الله؟ ثم سؤال يطرح نفسه: في حالة اكتشاف فشل هذا القرار وهذا ما سيحدث - بإذن الله - ما ذنب هؤلاء الذين أُخذوا به؟ بماذا سيعوضون؟ كيف سيرد لهم اعتبارهم؟ كيف ستحسن مستقبلهم أخشى أن يكون بعد فوات الأوان، فلا بد ان كثيرا من المسؤولين آباء هل ترضى لابنك ما رضيته لأبناء إخوانك المسلمين من أهل بلدك؟ فلا يخفى على أي أب مسؤولاً كان أو غير مسؤول حرقة قلوب الوالدين وأكبادهم على أبنائهم.. وفق الله الجميع لكل خير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نوال عبد العزيز المحمد/ بريدة |