Tuesday 7th June,200511940العددالثلاثاء 30 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مدارات شعبية"

جعل بيته يسري مع الركبان فقالوا:جعل بيته يسري مع الركبان فقالوا:
محمد بن شلاح قول.. وفعل

* كتب - زبن بن عمير
الرحيل سنة الحياة، خلقنا الله سبحانه على هذه البسيطة ومعها آجالنا بدايتها.. ونهايتها.. شقاؤها.. وسعادتها.
آخر الراحلين.. الباقين في ذاكرة الرجال هو محمد بن شلاح المطيري العسكري الذي تقاعد ضابطا وخدم الشعر من بدايته عام 1377هـ.


أمل الوجار وخلو الباب مفتوح
خوف المسير يستحي ما ينادي

قال هذا البيت الذي جعله يسري مع الركبان وتتناقله الناس متسائلين ومرددين: ليته لي ليته لي.. سئلوا وتساءلوا: من قائله.. وهل يفعلها؟؟
وصلوه فرأوا هذا الباب وقد وقفت عليه السوافي مانعة إياه من الانتقال إلى الأقفال فقالوا لحظتها:


يا زين القول اللي على فعل

فكانت القصيدة باقية في قلب وعقل الكثيرين


أمل الوجار وخلو الباب مفتوح
خوف المسير يستحي ما ينادي
نبغي إلى جاء نازح الدار ملفوح
وشاف البيوت مصككه جاك بادي
يقلط لديوان به الصدر مشروح
ورزقه على رازق ضعاف الجرادي
يا نمر ما في صكة الباب مصلوح
ولا هي ترى النا يا مضنة فوادي
تصلح لمخلوق يبي يستر الروح
ناشي عليها معتمدها اعتمادي
يا نمر لو المرجله سدو مسدوح
كل نقزها حر والا برادي
لكنها من دونها المر مطروح
وارض تبي من بذر فعلك سمادي
رجال تقصيره مع الناس مسموح
لحيث ماله في القديمه شدادي
ورجال تقصيره مع الناس مفضوح
وكل يقول النار تخر رمادي

هكذا القول وقالوا إنه كان مصاحبا للفعل....
قال عن بدايته بأنها (كانت مع الأستاذ مطلق مخلد الذيابي - رحمه الله - وكانت في عام 1377هـ، حيث كان البرنامج بالإذاعة لمدة عشر دقائق أسبوعيا، ثم تطور إلى أن أصبح ساعة بعدها لم يستطع الأستاذ مطلق قراءة الرسائل نظرا لكثرة ورودها على البرنامج، وعلى غرار ذلك البرنامج تبنت الإذاعات العربية الأخرى برامج البادية الإذاعة السعودية وهي أول من بدأت ببرنامج البادية، وكنت أشارك مع مطلق حتى ترك البرنامج - رحمه الله - فأسند إلي مهمة تقديمه بشهادة مقدمه الأول بقوله: لا يليق تقديم البرنامج إلا ابن شلاح، فأسند إلي البرنامج في عام 1388هـ كمقدم للبرنامج، وفي نفس العام أسند إليّ أيضا تقديم البرنامج التلفزيوني الشعبي (مضارب البادية)، وكان التلفزيون في ذلك الوقت أبيض وأسود، وبدأت بتقديم البرنامجين بالرغم من انشغالي بالعمل العسكري والحياة الاجتماعية).
شهادة للتاريخ رواها أحد الرجال المشاهير في عصرنا الحالي ابن شلاح المميز ببرنامجه.. بصوته.. بطريقته.. الذي كان وقته جديدا في كل شيء، وهذا ديدن الحياة.
كان يعد في وقته محطة مهمة للشعراء يريدون الظفر بها، وكان ممن ظهروا ببرنامجه مطلق الثبيتي، محمد بن تويم، محمد الجبرتي، ابن شريف السلمي، عبد الله المسعودي، صياف الحربي، مستور العصيمي، جار الله الصواط، هلال السيالي، رشيد الزلامي، فيصل الرياحي.
قال رحمه الله:


ما كل طير يطرد الصيد يشفيك
ولا كل سيف ضربته تقطع الرأس
ولا كل من يقرأ الكتابة يقريك
ولا كل من يبني البناء جود الساس

ونحن نقول: ليس كل من رحل سيبقى مثلك يا أبا نمر
أنت هنا في قلوبنا.. وعقولنا
هنا في أشعارنا.. سهراتنا العامرة بالشعر..
هنا على أطراف ألسنتنا نطريك بما تستحق.
قدمت لنا موروثا لا ينكره إلا حاقد.. وحاسد
فيكفي ابن شلاح بعد كل هذه السنين أنه الوحيد الذي كان حريصا في برنامجه على تقديم ما يزيد اللحمة الوطنية تجاه ولاة الأمر والوحيد الذي كان يقدم التطورات الملحوظة صناعية واقتصادية في برنامجه الشعري، فليس غريبا على عسكري أقسم بالولاء.. وابن للبادية.. ورجل كريم.. طيب الصفات.
أن يعيش نبيلا ويموت نبيلا...
ولا كل متطبب بطبه يداويك
ولا كل من عض اللحم عنده اضراس
سأله الإعلامي بكر هذال عن ماذا قدم وماذا فعل، فقال:
(هذا المشوار أخذ مني جهدا كبيرا والوقت ومعاناة مع الأسفار من مكان إلى مكان آخر، ولكن الحصيلة هي نجاح البرنامج ومتابعة الناس له، فقد نجح البرنامج بحل بعض مشاكل القبائل من خلال قصيدة بالبرنامج أو كلمة أقولها، فأصبح له تأثير على الناس، كذلك محبة الناس التي أجدها من بعض الإخوان، وأنا قد أكون لا أستحق هذا وأشكر الله على ذلك، فقد نلت شهرة واسعة واستفدت منها في تسخيرها لخدمة الآخرين). ألا يستحق عقل كهذا التكريم الآن، لا يريد ابن شلاح منا شيئا فنحن أمم لا تحتفي بالأديب إلا إذا رحل، ولكن ما يريده منا هو الدعاء له بالرحمة، فهل أنتم فاعلون؟
ندعو لك بارئك الذي أنشأك من نطفة ثم سواك لحما.. أن يرحمك.. ويعلي منزلتك ويغفر لك.. آمين.
*جميع الأشعار للراحل محمد بن شلاح، رحمه الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved