ربما حكمت الظروف والهواية بأن يكون سمو الأمير محمد بن فيصل مشجعاً هلاليا عشق اللون الأزرق ونادٍ عودة على حصد البطولات بل ربما كان الشاب الهلالي يرى في الهلال نجوماً لا حصر لهم كما وكان يرى بأن قيادات هذا الكيان أصبحوا أيضاً نجوماً لا عتلائهم منصات التتويج. وبعيد عن الميول والهوى والتي تدفعني في بحر الأزرق وموجه العالي والتهمة التي لا أبري نفسي منها بل وإن كنت لا أستطيع أن أفعلها بتجرد أقول إن ما شدني للدخول في هذا الموضوع أمر مهم جداً أصبح يتشكل في كونه ظاهرة كروية جديدة تستحق النظر بها بسرعة فإن تلاشت أو قلت لن نستطيع إعادة صياغتها بشكل أفضل. الجماهير الكروية ملح الكرة ودافعها الأهم نحو الحماس هم عشاق مجنونة الملايين وهي لا تقوم إلا بهم أذكر بأن ملعب الملز كان يمتليء عصر الجمعة عند إقامة مباراة فيه، فكيف إن كانت تلك المباراة ليلاً!! ومع مرور الوقت وبدلاً من زيادة الأعداد التي تردد الأهازيج في المدرجات نراها خلت من روادها لفترة طويلة حتى الموسم الرياضي الحالي، والذي تغيرت في حضور الجماهير أمور مهمة مما يجعل الملاحظ لها يكون غير منصف إن قال إنها لم تبدأ من مدرجات جمهور الهلال التي أصبحت تدعمه في كثير من مبارياته بشكل كنا نفتقده كثيراً ومع الوقت ومع تصاريح يراها البعض عادية من قبل رئيس الهلال أصبح الهلال يأخذ أغلبية مدرجات الملعب جمهوراً كما يأخذ لاعبيه النتيجة. محمد بن فيصل استطاع ببساطة وبدون تكلف وبعيداً عن تصاريح البرستيج والتعالى أن يجعل نفسه لاعب الهلال الأول لدى الجماهير بل استطاع هذا الظاهرة أن يجعل جماهير الفرق الأخرى تقف له احتراماً في سياسة عجز عنها الكثيرون والأهم من ذلك بأنه أعاد للمدرجات بريقها مع فريقه.. طلبهم فأعطوه وتعامل معهم ببساطة ورقي فحضروا كما حضر دائماً مع فريقه. ربما عمل الأمير في السلك الدبلوماسي يعطيه نوعاً من النظرة المستقبلية ولكنها لا تصيب دائماً ولكن الأكيد بأن من يعامل الناس بود غير متبذل سيصل إحساسه بهم.. فيتواصلوا معه ومن يعاملهم برقي سيعاملونه كذلك فالجزاء من جنس العمل. دعم جماهيري مفتقد.. حضور هائل.. مؤزرة كبيرة، أعادت جماهير العديد من الفرق للمدرجات كالنصر والأهلي وغيرها بل انعكس ذلك على الحضور الجماهيري للأخضر ولا أدل من مباراة الكويت والتي كانت المباريات قبلها في الرياض تفتقد للحضور ومع ذلك غصت جنبات الإستاد بهم!! الكرة عادت وعاد الحضور الجماهيري.. والبذرة أتت من الهلال ومن رئيسة الرائع النبيل (وليس غريباً في ذلك لأنه ابن لفيصل بن سعود وحفيد لسلطان المكارم ولسعود بن محمد فجمع النبل من أطرافة). الأمر الجميل في ظاهرة محمد بن فيصل بأن الجمهور عاد وربما نقول انتهينا ولكن هل للرئاسة العامة رعاية الشباب أن تحافظ على توافده بشكل مستمر من خلال هيكلة الدوري بشكل أفضل وإعادته بدون مربع كباقي دول العالم ليكون الحماس متواصلاً طوال الدوري وإطالته من خلال زيادة عدد الفرق مثلاً؟.. أم أنها زيادة عدد اللاعبين المحترفين الأجانب؟ فالأمر إعادة تستحق النظر بها. فسمو رئيس الهلال بدأها وأعاد الجمهور.. فهل لنا من الرئاسة بالحفاظ عليه.
|