** في عدد يوم السبت من الجزيرة الموافق 20-4- 1426هـ، طرح أ. حمد القاضي عضو مجلس الشورى موضوعاً حيوياً ثرا بحب هذا الوطن كعادته في كل كتاباته، وقد دار الموضوع حول أخطر شبكة إعلامية وعودة المشاهد السعودي إلى برامج التلفاز السعودي خاصة بعد أن أخذ هذا الجهاز في التطور، وبعد أن تبوأ معالي الأستاذ المثقف إياد مدني منصب وزير الثقافة والإعلام الذي عرف بعطائه الثقافي وعرفه الجميع مثقفاً وإعلامياً وفياً للحرف ومحباً للثقافة وداعياً للتنوير، وكما أشار الصديق حمد القاضي الذي تشع كلماته وعباراته بالخير في جداوله المضيئة التي ينقل فيها نبض الناس، لقد قال في مقاله - وقد صدق - (إن تقديم برامج ناجحة مع تمسك بثوابت معادلة عسيرة لكن ليست مستحيلة) وضرب مثلاً ببرنامجين جميلين وجديدين في القناة الأولى اعتبرهما من البرامج الناجحة التي استطاعت أن تشد الناس إليها، الأول برنامج (نقطة ضوء) حيث إن هذا البرنامج يحمل رسالة وطنية توعوية بإيقاع عصري جميل، والبرنامج الآخر تقدمه القناة الأولى ويحمل رسالة نبيلة ويتناول قضايا المجتمع ويطرقها بأسلوب وطريقة متميزة ذلك هو برنامج (اختلاف على الهواء). *** ** والواقع أن لدينا كفاءات إعلامية في الإعداد والتقديم سواء من داخل التلفاز أو من خارجه متى أتيحت لها الفرص والإمكانيات فهي قادرة على العطاء والإبداع والوصول إلى قلب المتلقي. ومن هنا كم يسرنا أن تشهد الشاشة السعودية المشاهد السعودي وغيره في هذا العصر الذي يمتلئ بتنافس المحطات الفضائية وانصراف الكثير من الشباب والشابات إلى تلك الفضائيات، وما لها من تأثير على عقولهم وسلوكهم، فالشباب هو ثروة الأمة الحقيقية وعماد قوتها وتقدمها وبه تنهض الأمم وترتقي لأنه يشكل زاد مسيرتها، فما أحسن توجيه الشباب وأهمية إصلاحه وتقويم سلوكياته وشده بالبرامج التي ترضي رغباته باعتدال وبعيداً عن الانزلاق. *** ** إن الأمل كبير في معالي وزير الثقافة والإعلام وقد عرف بدوره الرائد وإنجازه اللافت في الحياة الثقافية والفكرية بأن نرى تلفازنا يخطو خطوات رائدة ويكون له دوره الفعال والمؤثر في مجالات حياة مجتمعنا وشبابنا وأن نرى برامج مميزة في مجالها ومتقنة في صنعها، وتعد إضافة أصيلة ثرية بما تنطوي عليه من جدة وخلق وابتكار تشد المشاهد وتثري ثقافته وتنمي معارفه، ويتفاعل معها الجمهور من جميع الفئات والثقافات المختلفة. والمرجو أخيراً أن نستثمر مواهب شبابنا وكفاءاتنا الإعلامية والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم للمشاركة في برامج تجعله يعود إلى شاشته التي طال شوقها إليه كما قال أخي أ.حمد القاضي. وفق الله شبابنا وحماهم من المؤثرات الخارجية التي تهدد أمنه الفكري والأخلاقي والاجتماعي، وعلينا أن نشيع فيه ثقافة الفكر والمحبة والسلام، وتنمية روح التسامح والعدل والفكر المستنير للمساهمة الناضجة في سير الوطن، وتطوير مرافقه ورفعة شأنه.. حقق الله الآمال.
عبدالله حمد الحقيل أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق /تربوي وأديب |