Tuesday 7th June,200511940العددالثلاثاء 30 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

إيذاء الأطفال.. ظاهرة اجتماعية مؤلمةإيذاء الأطفال.. ظاهرة اجتماعية مؤلمة
ناصر مطلق الدعجاني - الظهران

كلنا يعلم أن منظومة العلاقات الإنسانية في مجتمعاتنا العربية محكومة بالأعراف المنبثقة عن ديننا الحنيف، غايتها ضمان المصلحة العامة للناس كافة (والضعفاء منهم خاصة)، فهي قد حضت هؤلاء الناس على التعاون والترابط والمحبة.
فلو نظرنا الى علاقة الآباء بأبنائهم الأطفال من ناحية التربية الصحيحة، في غالب الأحيان نجدها متوترة او شبه منقطعة لأنها أصبحت ممزوجة بالعنف والإيذاء سواء كان نفسياً او بدنياً، فهذه تعتبر قضية بحد ذاتها يجب ان تطرح لكي تواجه حلولا مناسبة تردعها. فلا شك انها قضية تؤرق مضاجع الكثيرين.. آباء ومعلمين، باحثين ومفكرين.. باختصار هي قضية مجتمع. من ناحية الدراسات التي أجريت في نطاق مثل هذه القضية، نجد ان هناك دراسة قد اجريت سابقا نشرتها احدى الصحف المحلية تصرح عن كشف دراسة حكومية سعودية عن تعرض 21% من الاطفال في السعودية لصورة من صور الإيذاء بشكل دائم، ولو نظرنا الى نسبة الاطفال في أي مجتمع لوجدنا انهم يشكلون نسبة تصل الى 50% خاصة هنا في المملكة، وأكدت الدراسة التي أجراها مركز مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية تفشي ظاهرة إيذاء الاطفال في المجتمع السعودي بشكل عام، ويمثل الإيذاء النفسي أكثر أنواع الإيذاء تفشياً بنسبة 33.6% يليه الايذاء البدني بنسبة 25.3% وغالبا ما يكون مصحوباً بإيذاء نفسي، يليه الاهمال بسببة 23.9%.
أمام هذه الحقائق والمخاطر يتجه اللوم الى الاشخاص الذين يمارسون الإيذاء بطبيعة الأمر وتبرز الاسئلة البديهية: لماذا الإيذاء..؟
بعض الإجابات تفيد بوجود مشكلة أخلاقية لدى الأب أو الأم، او مشكلات نفسية لدى أحدهما.. فبعض الآباء (ومعهم المربون) لا يتمتعون بالنضج الكافي للتعامل مع متطلبات الاطفال، او مواجهة ضغوطهم، او يفتقرون الى المهارات الأولية التي تجعلهم قادرين على احتضان احتياجات الأطفال، كما يشكل الآباء الذين تعرضوا للعدوان وهم اطفال ما نسبته 90% من اجمالي الآباء الذين يسيئون لأطفالهم الآن..!!
فالعنف ضد الاطفال ظاهرة يتحمل وزرها الآباء وحدهم، فلابد من تجسيد مبدأ الرحمة والعطف والتعامل بالرفق واللين في التربية، فالطفل حساس جداً ويتأثر بالأقول والأفعال ممن هم حوله ويتعاملون معه كالآباء والأمهات، والعقاب البدني او النفسي يهدد كرامته ويولد عنده سلوكيات عنيفة، فيجب ان يعيش الطفل في اجواء مطمئنة خالية من الاحباط واليأس، فإن صعب هذا الأمر فيرى خبراء التربية بأنه من الممكن أخذ الطفل من والديه ووضعه في رعاية مؤسسات اجتماعية خاصة، توفر له الحنان والرعاية والحق في العيش الكريم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved