لغة القرآن تشكو اللغة العربية من ظلم أبنائها بتكسيرها وتشويهها ورفع المنصوب ونصب المرفوع ومن عقوقنا للغتنا الجميلة أننا أخذنا نردد هذه الكلمات: كوبري بدل (جسر) كاريكاتير بدل (رسم هزلي) كروكي بدل (رسم) كاونتر بدل (طاولة مستطيلة) أو غير ذلك أوكي بدل (طيب) أو موافق سيكيوريتي بدل (الأمن) كمبيوتر بدل (حاسوب) كاشير بدل (صندوق) كاش بدل (نقداً) كورنيش بدل (شاطئ) كارت بدل (بطاقة) وحمدت للدكتور عبدالحميد البسام في إحدى الجلسات الأسبوعية يقول: بطاقة، ولم يقل كارت، فسررت بذلك وشكرته نيابة عن سيبويه وأخويه نفطوية (والثاني لا أعرف اسمه) كانترول بدل (مراقبة) أوتامتيك بدل (آلي) كانسل بدل (يلغي) تكنولوجيا بدل (تقنية) بترول بدل (نفط) كويس (ورخيص) بدل (زين) بلَّش بدل (بدأ) والبلش مرض كان هنا، وربما لازال موجوداً ولكن تبدل اسمه عاوز بدل (أريد) أو ابي استنّا بدل (انتظر) أو اصبر حاروح بدل أبروح أو بالفصحى (سأذهب) حاجي أبجي أو بالفصحى (سآتي) ومن المصادفات الطريفة أن الكلمات الأجنبية يأتي في معظمها حرف الكاف ( C أو K). لماذا لا يؤشرون؟! لماذا لا يتكرم السائقون في الرياض وغيرها بلمس إشارات سيارتهم عند الاتجاه يمنة أو يسرة، وعند الخروج من مسار إلى مسار، وعند التهدئة للوقوف، وعند بدء السير؟!! سؤال لم أستطع الإجابة عليه، ولم أجد عند أحد جواباً، وظننت وبعض الظن إثم - أن ذلك عجزاً أو أو كسلاً، أو استهتاراً، أو عنادا للمرور ولبعض الكتاب، أو جهلاً، أو تجاهلاً، أو بقصد الإساءة لأحد أو أنانية وعدم اهتمام بالآخرين مما يسيء للوطن وسمعته.. ليت المرور يلزم السائقين بالإشارة كماالزمهم بربط الحزام فيما مضى وانقضى، فالإشارة مظهر حضاري، وتقلل من الحوادث وتخبر من خلف السيارة باتجاهها. سرح بقر: سرح بفتح السين وإسكان الراء، والبقر معروف، والكلمتان مثل عامي شهير يضرب للسير غير المنتظم وغير المنضبط ف (البقر) يسير بغير نظام، سير متعرج أعوج (مثل أعوجاج الثور) لأنه ما عنده إشارات، وإذا لطمت البقرة (صدمت) أختها (أو ابنة عمها) فلن يصيب أيا منهما ضرر، ولا مكروه لأنهما لحم، أما السيارات فإنها حديد ونار، وأي احتكاك بين اثنتين أو أكثر تكون نتائجه وخيمة (بكسر الخاء) دماء وذهاب للدار وللمستشفيات وإعاقة وغيرها. إذن.. يجب علينا تغيير طريقة قيادتنا للسيارات لتختلف عن قيادتنا القديمة للبقر والإبل ونحوها. ليس عيبا أننا كنا نسرح بالحيوانات ولكن العيب كل العيب أن نعامل هذه كما كنا نعامل تلك. ولم توضع يا سادة يا كرام عيون القطط في الشوارع والطرق إلا للفصل بين القوات أقصد بين السيارات، فيجب عند الخروج من مسار إلى مسار آخر التأكد من خلوه أولاً ثم استعمال الاشارة لتنبيه من بعده. النظافة .. النظافة: يؤسفني أن أقول إن بعض المواطنين يسيئون لبلدهم وأنفسهم ومواطنيهم برمي مخلفاتهم في الشوارع والطرق والمتنزهات البرية الطبيعية، ولذا نرى عمالاً يجمعون ما نرمي ولو لم نرمِ لما احتجنا إلى من يجمع، أليس كذلك يا قوم؟!
|