هي طفلة.. حبة ندى.. قطعة سكر اسمها رغد.. في ربيعها الخامس تملأ الدنيا ضحكاً ولعباً رغد.. كانت تأمل أنْ تكون في السنة القادمة.. زهرة تنضم إلى زهرات مدرسة ما ذهبت.. برفقة أمها المعلمة إلى المدرسة كانت سعيدة وهي ترى الصغيرات.. تسأل متى أكون معهن؟.. متى أعرف ألف باء؟ وكانت أمها سعيدة بعروستها الصغيرة لم تكن تعرف رغد.. ولا حتى أمها أنَّ زيارة رغد للمدرسة.. هي وداعية عادت رغد.. وحكت لأبيها ما رأت سَعِدَ الأب بابنته وتأهبها لدخول المدرسة فهي ابنته البكر.. وحيدته مع شقيقها أحمد أحست رغد.. بوهن في جسمها الصغير لم تتحمل ارتفاع درجة حرارتها.. صمتت توقف تغريدها.. شقاوتها اللذيذة.. وشَعَرَ شقيقُها أحمدُ بسنواته الثلاث.. بغيابِ رغد عجزت الدعوات.. المسكنات.. والكمادات عن إعادة.. رغد إلى طبيعتها.. إلى حركتها الاعتيادية وحُملت رغد.. على أكف الأب إلى المستشفى تحلق حولها الجميع.. الأم والجدة والخال والعمة.. وكل أحبة.. رغد.. كان القلق.. يسيطر على الجميع.. ويارب كانت على كل الشفاه الأطباء أكدوا أنَّ رغد.. طيبة وأنَّ التحاليل في أفضل المختبرات كما يقال.. قد دعمت أقوال الأطباء.. ولكن واقع رغد.. يكذب كل ذلك ساءت حالة رغد.. ونقلوها إلى المستشفى وهناك.. قالوا رغد طيبة.. لا تقلقوا ثم نكسوا.. وقالوا فيروس لعين سمم دم رغد وأحبطونا وقالوا.. لقد فات الأوان رغد.. تصمت.. ومن حولها قلوب ترجف رغد.. تطلب شربة ماء.. وتعطيها الأم.. وتشرب ويتوقف قلب رغد الصغير عن الخفقان.. وتموت رغد.. وتنتحر ابتسامتها الأخيرة على شفاهها البريئة وتنتهي قصة رغد بآلامها.. بغموضها بعلامات استفهام كبيرة من أهلها حول إخفاق الأطباء المهرة في كشف الفيروس الذي ربما يقتل صغيراتٍ وصغاراً في عمر الزهور حمداً.. لله من قبل ومن بعد.
|